أكد عضو الجمعية الأمريكية لعلوم المعلومات الدكتور شوقي سالم أن المؤشرات الأخيرة تؤكد أن الناشرين الورقيين تحولوا إلى ناشرين إلكترونيين، وذلك بعد أن تسبب الإنترنت في إنهاء العديد من الوظائف في مجال النشر الورقي. وأشار سالم خلال مؤتمر «مستقبل الكتاب.. المطبوع - الرقمي - التفاعلي» والذي عقد بالمجلس الأعلى للثقافة المصري، إلى أن من معوقات عمليات تسويق النشر الإلكتروني في الوطن العربي، قلة حركة الإنتاج الفكري وخاصة الترجمة، وانخفاض الإقبال على القراءة، بالإضافة إلى عدم وجود التدريب المتخصص، وعدم التعود على استخدام الكتاب الإلكتروني الدراسي أو البحثي. فيما قال رئيس اتحاد الناشرين المصريين سعيد عبده: إن معرض كتاب باريس هذا العام الذي يقام في 15 مارس الحالي سوف يقدم للعالم اختراعا جديدا عبارة عن «ماكينة» يستدعي بها الكتب ورقيا من خلال وضع العملة كما يستدعي المشروب من بعض الماكينات حاليا، كما يمكن أن يقف الشخص جوارها ويقرأ رواية أو شعرا ليخرج المنتج مطبوعا في شكل كتاب. وعرف الدكتور عماد الدين الأكحل بتقنية «الواقع المعزز» وذكر أنها تقنية تفاعلية تدمج العالم الحقيقي مع العالم الافتراضي بشكل ثنائي أو ثلاثي الأبعاد بهدف تحسين وتقديم فهم غني له، وإتاحة فرصة للتفاعل والاستزادة من المعلومات، لافتا أن أجهزة الواقع المعزز تصنف لفئتين، الأولى أجهزة يرتديها المستخدم مثل النظارة الرقمية والتي تحوي كاميرا وتعرض على الشاشة الصغيرة معلومات عند توجيه النظر لأحد المعالم أو اللوحات، وهناك الخوذات والعدسات الإلكترونية اللاصقة، والفئة الثانية هي الأجهزة التي لا يرتديها المستخدم مثل أجهزة بروجيكتور أو شاشات تليفزيونية. وأشاد الأكحل بتقنية الواقع المعزز في صناعة الكتاب، حيث تمكن القارئ من التفاعل والتعليم بشكل أسرع وأسهل، موضحًا أن صفحات الكتاب تعمل كحامل لمعلومات واقعية ويتم استكمالها وتحسينها بعناصر إضافية افتراضية، هي عناصر الواقع المعزز، موضحا أن كثيرا من الناشرين عدلوا مراحل إنتاج كتبهم بأن تبدأ بالشكل الإلكتروني قبل المطبوع. وتحدث الدكتور الأكاديمي حسين البنهاوي عن مستقبل القراءة في العصر الرقمي مستعرضا تطور النصوص من الصيغ الورقية إلى الرقمية، كذلك العادات والعوامل الفسيولوجية المصاحبة للقراءة الورقية والرقمية، قائلا: «نحن اخترعنا التكنولوجيا والآن التكنولوجيا تعيد تصنيعنا».