من حين إلى آخر، تخرج أبواق إيران في لبنان لتطرح عروضا إيرانية لمساعدة بيروت على النهوض اقتصاديا أو عسكريا، إن كان في ملف الكهرباء أو تسليح الجيش، ولعل الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى البلاد ومغادرتها خالي الوفاض، خير دليل على أن الحكومة اللبنانية واعية جدا إلى أطماع طهران وهدفها إحراج البلاد أمام المجتمعين العربي والدولي وعودته للمربع الأول، وزجه في منظومة العقوبات الأمريكية. ويؤكد المحلل السياسي يوسف دياب، في تصريح ل«اليوم»، أنه ليس بإمكان إيران مساعدة لبنان بأي أمر، فهي من خلال أطروحاتها تهدف أولا إلى إحراج بلادنا، وثانيا إدخاله بمنظومة العقوبات الأمريكية والتي تتعرض لها، وقال: في الشق العسكري لا تمتلك تفوقا لكي تقدم مساعدات، ومنظومة الدفاعات الجوية المتطورة التي تحدثت عنها عقيمة، والدليل عدم مقدرتها على رد الغارات الإسرائيلية التي تتعرض لها ميليشياتها في سوريا. » عجز إيراني ويضيف دياب: في مسألة الاقتصاد، هي دولة تعتبر في الحضيض الاقتصادي، ولقد أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العقوبات الاقتصادية التي تتعرض لها بلاده هي أصعب من الحرب العسكرية، وبالتالي هي عاجزة عن تقديم خدمات لشعبها فكيف ستتمكن من تقديم خدمات للشعب اللبناني. ويتابع: أما فيما يخص ملف الكهرباء، فإذا أرادت إيران مساعدة لبنان ببناء معامل لتوليد الطاقة، فستكون غير ذات جودة، أي أنها لن تكون متوافقة مع المعايير الدولية المطلوبة، فالصناعات الإيرانية ضعيفة الجودة، عدا عن أن التسعيرات التي تقدمها الشركات الإيرانية أغلى من ألمانيا وإنجلترا، مشددا على أن هدف إيران هو إخراج لبنان من حاضنته العربية، فمن خلال العقوبات التي قد تفرض على بيروت لما يشكله هذا البلد من حساسية للمجتمعين العربي والدولي قد تعتقد طهران أن هذا قد يكون مدخلا لكي تفاوض فيه على رفع العقوبات العسكرية والاقتصادية عنها. ولهذا، فإن ما تقدمه إيران هو «جزرة» لن تعيد لبنان للمربع الأول.