هل يعقب اتفاق ترسيم الحدود البحرية الإسرائيلية اللبنانية اتفاق مماثل لترسيم الحدود البرية بمباركة ورعاية حسن نصرالله أمين عام حزب الله الإرهابي ونصيره رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أعلن التوصل إلى اتفاق إطار لبدء محادثات غير مباشرة، بعد منتصف أكتوبر؟ سؤال لا يطرحه المراقبون بقوة فحسب بل ويتساءلون عن مغزى الوساطة الأمريكية وموقف حزب الله الإيجابي مع خطوة الترسيم، بينما تساءل آخرون عما إذا كان هذا الاتفاق بداية لغزل تدريجي ناعم لبناني إسرائيلي يقوده المتاجر بقضايا لبنان والفلسطينيين حسن نصر الله والمدمر لمقدرات الشعب اللبناني.. لقد فشلت المبادرة الفرنسية فجأة ونجحت المبادرة الأمريكية بصمت في مسألة ترسيم الحدود، وهذا يعني حتما أن النظام الإيراني صادق على تفاوض حزب الله مباشرة مع الأصيل، وليس مع الوكيل. المراقبون يؤكدون أن هدف واشنطن الاستفراد بحزب الله وقصقصة أجنحته وإبعاده عن النظام الإيراني لتحقيق المزيد من التنازلات، إلى جانب استمرار الضغط على طهران اقتصاديا وعلى حلفائه سياسيا واقتصاديا كي ينفضّوا من حوله، خوفاً من العقوبات. وهناك تكهنات أن تعتمد واشنطن مرونة مع حزب الله في حال استمراره في النهج التصالحي مع إسرائيل خصوصا إذا اقتربت إسرائيل ولبنان من إبرام اتفاقية لترسيم الحدود البرية بينهما برعاية أمريكية، كون هذه الخطوة والخطوة التي قبلها من شأنها تقليل خطر النشاط العسكري ضد منصات الغاز الإسرائيلية على الحدود بين البلدين. وأشارت مصادر أمريكية إلى أنّ التقدم في قضية الحدود البحرية بين تل أبيب وبيروت، تحقق بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر للبنان وإسرائيل، حيث دار الخلاف حول مساحة تبلغ 860 كيلومترًا مربعًا في البحر المتوسط وقبول إسرائيل لتقسيم الحقوق في المنطقة البحرية على الحدود بنسبة 58:42% لصالح لبنان. وفي عام 2019، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها وافقت على إجراء محادثات مع لبنان بوساطة أمريكية لحل النزاع القائم حول الحدود البحرية. وفي أغسطس الماضي، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، إن المحادثات مع الأمريكيين في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل تشارف على الانتهاء. وتُعدّ قضية الحدود البحرية المشتركة مسألة شائكة، خصوصاً بسبب النزاع القائم حول حقوق التنقيب الساحلي. ولا تشهد الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل نزاعات عسكرية على غرار الحدود البريّة. ويسيطر «حزب الله»، على منطقة جنوبلبنان المحاذية للحدود بين إسرائيل ولبنان. وانسحبت القوات الإسرائيلية من الجنوباللبناني عام 2000، ومن ثم وضعت الأممالمتحدة ما عُرف ب«الخط الأزرق» على الحدود بينهما. لم يكن حزب الله مناصرا لقضايا لبنان وظل يتاجر علنا بها ويبيع سرا الحدود وما بعد الحدود كون المزايدات ديدنه..