وصل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى باكستان فى زيارة رسمية، مساء أمس، وكان فى استقبال سموه رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية عمران خان. وأقيمت على جنبات الطريق عروض للفرق الشعبية الباكستانية، وزانت الجسور والمباني بعبارات الترحيب بسمو ولي العهد. ولدى وصول سمو ولي العهد إلى القصر أجريت لسموه مراسم استقبال رسمية، حيث صحب دولته سمو ولي العهد إلى منصة الشرف، وعزف السلامان الوطنيان للمملكة والباكستان. وتفقد سموه حرس الشرف ثم صافح كبار مستقبليه من أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الباكستانية، فيما صافح رئيس الوزراء الباكستاني، كلا من صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وصاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الشيخ صالح آل الشيخ ووزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي ووزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد الفالح، ووزير الإعلام تركي الشبانة ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان والمستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد العيسى والمستشار بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ياسر الرميان، وسكرتير سمو ولي العهد الدكتور بندر الرشيد. بعد ذلك قام سمو ولي العهد بزراعة شجرة تذكارية في القصر الرئاسي في باكستان. «جلسة مباحثات» ثم عقد اجتماع ثنائي بين سمو ولي العهد ورئيس وزراء باكستان، نقل خلاله سمو ولي العهد تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدولته، فيما حملهرئيس وزراء باكستان تحياته وتقديره للملك المفدى. وترأس سمو ولي العهد ورئيس الوزراء بجمهورية باكستان الإسلامية عمران خان، المجلس التنسيقي السعودي الباكستاني، وذلك في مقر القصر الرئاسي في إسلام آباد. وتم خلال المجلس استعرض العلاقات التاريخية الوطيدة بين المملكة وباكستان، وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين وفرص تطويرها، بالإضافة إلى بحث مجمل المستجدات والأوضاع على الساحتين الإسلامية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها. بعد ذلك وبحضور سمو ولي العهد ودولة رئيس وزراء باكستان جرى التوقيع على سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بين الجانبين وهي برنامج تعاون فني بين الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة والهيئة الباكستانية للمواصفات وضبط الجودة، واتفاقية تمويل توفير كميات من الزيت الخام ومنتجات بترولية إلى باكستان بين الصندوق السعودي للتنمية والحكومة الباكستانية، ومذكرة تفاهم إطارية بين الصندوق السعودي للتنمية والحكومة الباكستانية لتمويل مشاريع توليد للطاقة الكهربائية في باكستان، ومذكرة تفاهم بين حكومة المملكة وحكومة باكستان لدراسة فرص الاستثمار في قطاعي التكرير والبتروكيماويات في باكستان، ومذكرة تفاهم بين حكومة المملكة وحكومة باكستان في مجال قطاع الثروة المعدنية في باكستان، ومذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين في مجال تطوير مشروعات للطاقة المتجددة في باكستان، واتفاقية تعاون في مجال الرياضة. بعد ذلك شرّف سمو ولي العهد مأدبة العشاء التي أقامها رئيس وزراء باكستان احتفاءً بسموه. وقدم سمو ولي العهد في كلمة له خلال حفل العشاء الشكر لدولة رئيس وزراء باكستان عمران خان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة. وأكد سموه أن جمهورية باكستان الإسلامية بلد عزيز على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – والشعب السعودي، مؤكدًا متانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين والرغبة في تعزيزها وتعميقها في المجالات كافة. وقال سمو ولي العهد: "إن نماء إجمالي الناتج المحلي لباكستان خلال العام الماضي 2018 بنسبة خمسة في المائة، يجعلنا نرى أن باكستان ستكون مزدهرة في المستقبل ونريد أن نتأكد من أننا سنكون جزءً من هذا الازدهار". وأشار سموه إلى أنه تم التوقيع على مذكرات تفاهم بين الجانبين، وأن حجم الاستثمار ب 20 بليون دولار أمريكي؛ استثمار كبير للمرحلة الأولى وسينمو بكل تأكيد كل شهر وكل عام لأرقام أكبر. وفيما يتعلق بالسياحة قال سموه: "لدينا 18 مليون سائح وسنحقق 50 مليون سائح بشكل سريع وسهل في الأعوام القادمة، ولدينا العديد من التراث والأماكن الجميلة إلى جانب بنية تحتية واستقرار ولدينا كل شيء بما في ذلك التمويل اللازم للاستثمار في المجال السياحي". وأضاف سمو ولي العهد: "نحن نؤمن بمنطقتنا ولذلك نحن نستثمر فيها ونحن متأكدين بأنه سيكون "هناك يوما ما منطقة شرق أوسط عظيمة". «علاقات قوية» فيما رحب دولة رئيس وزراء باكستان في كلمة مماثلة بزيارة سمو ولي العهد لبلاده، مؤكدًا عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة. وأشار دولته إلى مكانة المملكة قيادة وشعبًا لدى باكستان، واصفًا لها بالصديقة الحقيقية التي تقف إلى جانب باكستان في كل الظروف. وقال: إنه بعد توليه لمنصبه ومضي ستة أشهر زار المملكة وشرف بزيارة مكةالمكرمة والمدينة المنورة، مؤكدًا أن المملكة العربية السعودية وباكستان تصعدان بعلاقتهما إلى مستوى لم يعهد في السابق؛ وهذه العلاقات تسمح بالاستثمار بين البلدين، وقد توجت هذه الليلة بتوقيع سبع اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية بين الجانبين".