يعيش الاتحاد السعودي لكرة القدم حالة من الضبابية في أداء إدارته التي يرأس مجلسها قصي الفواز، بعد أن باتت أروقة مبنى الإدارة شمال الرياض خاوية من الحركة المتلاحقة من زيارات واجتماعات كان قد عرف بها قبل نهائيات كأس آسيا التي اقيمت مؤخرا في الإمارات. تلك الضبابية في الأداء والعمل ساهمت بشكل مباشر في رسم التكهنات التي أدت إلى كثير من الأمور عن مستقبل الاتحاد، والتي كان أبرزها إعلان رحيل مرتقب بالرغم من عدم وجود أي بوادر لذلك الاتجاه تحديدا. ولعل استناد الغالبية التي ذهبت إلى هذا الاتجاه هو شبه الاجماع الذي تبناه رؤساء الأندية خلال اجتماعهم مع رئيس الهيئة العامة للرياضة على عدم قناعتهم بالعمل الذي يقوم به «اتحاد قصي الفواز»، ورغبتهم في عقد جمعية عمومية لميلاد «اتحاد قدم جديد» قادر على قيادة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بشكل أكثر اتزانا وأقل أخطاء. وبكل الأحوال لا يمكن أن يُغض الطرف عن الدعم الذي وجده الاتحاد السعودي لكرة القدم من قبل الهيئة العامة للرياضة، من خلال الاجتماع الذي عقده الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل مع قصي الفواز وأعضاء مجلس إدارته في الثالث من فبراير الحالي، وحرص رئيس الهيئة العامة للرياضة على مطالبة الاتحاد بمزيد من الشفافية في العمل والقرارات وإيضاحات لكل ذلك. كما طالبهم بمزيد من التعاون مع رابطة دوري المحترفين، والتي نتج عنها الاتفاق الذي تم بين الجانبين بانتقال لجنة المسابقات إلى الرابطة. كل تلك الأمور تشير إلى مضي اتحاد القدم بأعماله إلى فترة أطول مما يظن الكثيرون، بالرغم من تأرجح قرارات اللجان التي يرى الرياضيون أنها تحتاج إلى مراجعات وإيضاحات أكثر. ولعل الحنين للفترة التي رأس فيها المخضرم أحمد عيد «أول رئيس منتخب» جعل بعض الرياضيين يطرح اسمه كأحد الأسماء المتوقع عودتها للاتحاد، غير أن أحمد عيد قد تحدث لبعض المقربين بأنه قدم كل شيء إبان فترة رئاسته ويتطلع لمتابعة الرياضة السعودية كمحب لا أكثر. ولا يمكن إنكار ما يملكه كل من خالد البلطان وخالد الدبل من فكر عالٍ ومتطور في خدمة الرياضة السعودية قياسا بما قدماه لتطوير العمل في نادييهما، وسيأتي الوقت المناسب الذي سيكون لهما ولكل المتميزين نصيب من قيادة عجلة التنمية الرياضية لما فيه صالح الكرة السعودية. في الوقت الحالي من الصعب الحديث عن تغييرات في الهرم الرياضي للاتحاد السعودي لكرة القدم، ومن الصعب أيضا المطالبة بالاستقالة؛ كون الموسم الرياضي ما زال مستمرا ومليئا بالأحداث الكروية ويحتاج إلى مزيد من الاستقرار.