«هذا انتقام برأيي لأن البيضة تستحق الإعجاب أكثر من كايلر لأننا نأكلها فهي تقدم لنا خدمة وتشبع بطوننا نحن الشعب المسحوق على عكس كايلر التي لم نستفد منها». بهذا التعليق الذي أطلقه أيمن بالقور أحد المتفاعلين مع صورة «البيضة» على تطبيق انستغرام أو تحدي «البيضة» كما يحلو للبعض تسميته، نرى أن مبدأ التحديات عبر مواقع التواصل مرادف واضح لمبدأ «إدارة الحشود» حيث استطاعت هذه الصورة العادية الصامتة الدخول لموسوعة غينيس للأرقام القياسية بعد تخطيها حاجز 40 مليون إعجاب في أقل من 11 يوماً، منتصرةً بذلك على الصورة المنشورة من نجمة تلفزيون الواقع كايلي جينر التي احتفظت بأعلى عدد إعجاب على انستغرام في 2018م. إن قصة صورة «البيضة» تثبت حقيقة زيف العديد من التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، ففي الوقت الذي قد تعبر عن إعجابك بمنشور ما فيها بالفعل، يضع الآخرون الإعجاب دون إعجاب حقيقي بالمنشور وذلك لأسباب عديدة منها التحدي «الذي هو في الحقيقة قدرة المستفيد على إدارة الحشود من خلال التأثير على العقل اللاواعي واستفزازه بكلمة تحد» أو مجاملة صاحب المنشور دون الاتفاق مع المحتوى، وغيرها من الأسباب البعيدة عن معنى الأيقونات الموجودة في هذه المواقع التي غالباً ترمز لانفعالات معينة. إذن هذا يُعرّض هذه المواقع لواقع انعدام المصداقية فيها وبالتالي انخفاض استخدامها ورواجها، لكن ذلك لا يحدث؛ فما السبب؟ في الواقع الكثير من الناس يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي كمحطة تسلية وإضاعة وقت وتعارف ليس أكثر، خاصة في السنوات الأخيرة التي ملّ فيها الناس سماع الأخبار السيئة وتداول المصائب من خلال هذه المواقع وفشل أغلب أو جميع أهداف الدعوات التخريبية التي انطلقت من هذه المواقع مما يجعلها فعلاً تفتقد أدنى متطلبات المصداقية.