في الغالب، الحديث عن أي موضوع وتفنيد تفاصيله والدخول في حيثياته يأتي بنظرة النقد دون النظر للأسباب التي آلت إلى ما آلت إليه، والأقرب للأكيد أن النقد لا يأتي لأجل التصحيح، قليل من ينقد للبناء، ونادرا من ينقد مع تقديم الحلول. في الفترة الماضية لعب نادي النعيرية الرياضي مباراته في دور ال 64 من كأس خادم الحرمين الشريفين ضد نادي الوحدة في مكة، وخسر بنتيجة 6-1 حيث كانت متوقعة نظرا للفارق الكبير بين فريق بالدرجة الممتازة ويمتلك محترفين أجانب على مستوى عال وفريق بدوري المناطق يصارع الطموح، ولكن الجانب المشرق في الموضوع هو من سجل هدف النعيرية الوحيد الموهوب ابن الخفجي محمد عطا الله العنزي الذي كان يلعب سابقا في نادي العلمين الرياضي بالخفجي «مفرق المواهب، مقبرة الطموح» ومحمد ليسَ الأول ولن يكون المغادر الأخير.. وباعتقادي المتواضع يتفق الجميع في ظل طفرة التطور، على أن العلمين لا يليق بأن يمثل الخفجي ولا يحمل طموح شبابها، عطفا على مستوياته المتدنية والغفلة التي يمر بها، والقضية لا تحتاج مفتيا ونقدا وتقييما وإعطاء حلول، فالحل مع رحيل الإدارة ونفض غبار السنين.. وأخشى ما أخشاه أن نصل العام القادم إلى التحول الوطني 2020 ولا يزال العلمين لم يتحول. بالعودة إلى مباراة النعيرية، كان الحدث الأبرز المتداول في الإعلام والصحف والسوشيال ميديا عن حارس النعيرية الذي ارتدى قميص نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، وكثير من وجهوا سهام النقد للحارس، وآخرون يؤكدون أن هذا التصرف لا يجب أن يحدث في المباريات الرسمية ولا يقع في بطولة تحمل اسم خادم الحرمين الغالي على قلوب الجميع، وآخرون يتساءلون أين إداري الفريق أو مراقب المباراة أو حتى الحارس نفسه وكأنه في بطولة حواري؟ قد يكون نقدا في محله وتساؤلا أصاب كبد الحقيقة، ولكن لو رجعنا إلى الخلف أدراجنا ونظرنا إلى «سبب» التصرف! قد يكون بسبب ضعف المادة في النادي وأسباب أخرى.. أعتقد أن قميص حارس النعيرية يدق الجرس ويشير في رسالة واضحة إلى أوضاع أندية المحافظات الضعيفة وحاجتها للدعم المادي الكبير، والمساندة والوقوف معها للنهوض بالشباب وتقديم المواهب الرياضية لخدمة الكرة السعودية، وهو ما أراده المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة سابقا، وسيستمر مع الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الرئيس الجديد، وكلنا أمل بالنظر في الأوضاع الإدارية والمالية للأندية الصغيرة وبالأخص «العلمين» كوني مواطنا خفجاويا. أخيرا.. متى ما جاء الدعم السخي للأندية مترامية الأطراف بالمحافظات، وتسخير الاهتمام البالغ سنرى الاحتراف الفعلي والعمل المميز.. وحينها سيرتدي «حارس النعيرية» قميص النعيرية. ألقاكم..