قال الله سبحانه وتعالى: «كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ». عبدالله بن عبداللطيف العبدالهادي «رحمة الله عليه»، ولد في الكوت وعاش فيها، درس وتعلم لدى الشيخ أحمد بن قرين في مدرسة العثمان بداية، ثم انتقل إلى المدرسة الأميرية، ومن ثم توظف في مصلحة المياه لفترة بسيطة، وتدرج في مناصب شرفية في وزارة الشؤون الاجتماعية مديرا لدار التربية الاجتماعية، وخلال تلك الفترة صدر أمر أمير الأحساء الراحل محمد بن فهد بن جلوي «رحمه الله»، بتعيينه مديرا لجمعية البر بالأحساء بعد تأسيسها آنذاك، ومن ثم تولى قيادة وإدارة دار رعاية الفتيات بالأحساء. وافته المنية قبل عدة أيام، صاحب قلب لا مثيل له، عطاء لا ينقطع، رجل مواقف مشرفة. يعشق الناس وبالذات الضعفاء، محبوب لكل من عرفة وتعامل معه، له بشاشة دائمة، يزرع الابتسامة والسعادة والفرح لمن حوله، خلق رفيع، تعامل جميل، جعله المولى في عليين في جنات النعيم. كان «رحمه الله» أبا لكل يتيم ومستضعف وفقير، كريم الأخلاق والعطاء، بل امتد عطاؤه حتى للطيور العابرة في سقياها وإطعامها، مجلسه العامر اليومي يتوافد عليه كل محب وعاشق له، ومائدته الرمضانية يرتادها جيرانه وجماعة المسجد والفقراء طيلة شهر رمضان. عرف عنه السخاء الحقيقي الذي لا ينقطع، يشهد له القاصي والداني. سيرته العطرة تدرس في جامعة الحياة؛ لما تركه من أثر جميل لمن عاشره، عاش ضاحكا وتوفي مبتسما ويده اليمنى ترسم الشهادة راضيا بقضاء الله وقدره. وداعا يا أبا اليتامى، وداعا أبا الجميع، عشت متواضعا، للصلوات حاضرا، للمساعدات سباقا للخير مساهما. لا شك في أننا تجرعنا ألم الفراق في هذه الدنيا، ولكن بفراق العم الوالد أبي عبدالعزيز دمعت القلوب حسرة قبل دموع العيون، وعرفانا منا تجاه تلك القامة الاجتماعية أحببنا إحياء ذكراه رحمه الله. اللهم لا اعتراض على قضائك وقدرك، لله ما أخذ ولله ما أعطى ولله الحمد على كل شيء. إلى جنات الخلد يا أبا الأيتام