تعد الفنانة التشكيلية السعودية لولوة الحمود، أول سعودية تحصل على درجة الماجستير في الخط العربي والزخارف الهندسية من جامعة سانت مارتن، كما تعد من الفنانات المميزات حيث تزين العديد من أعمالها متاحف العالم، إضافة لتمثيلها المملكة في أهم وأعرق المعارض الدولية عبر «البينالي» العالمي للتصميم المُقام في لندن عام 2018، إذ تفردت بكونها المشاركة الوحيدة من الشرق الأوسط فيه، متمسكة بهويتها العربية الحاضرة في أعمالها. سعي وشغف وعن بدايتها في الفنون التشكيلية، قالت الحمود: «عشقت الفن والجمال منذ الصغر، وكنت أرسم ما أراه جميلا، ولكني انقطعت عنه لعدة سنين، في حين أني رغبت بدراسة أقرب المجالات للفن ولم أجدها، فاضطررت لدراسة علم الاجتماع وتخرجت فيه، وأعدت دراسة الجامعة عندما سنحت لي فرصة دراسة الفن والتصميم بلندن وتخرجت بمرتبة الشرف، وفي ذلك الوقت كانت تجذبني الفنون التجريدية والخطوط وكنت أجمع كتبا عن الخط العربي، وبدأ شغفي بالخط حتى بدأت أقتني القليل من المخطوطات القديمة». سيطرة الفن وأردفت مستكملة: «بعد تخرجي من الكلية الأمريكية للفنون، اقترحت الجامعة أن أكمل دراستي بالتقديم لكلية (سانت مارتينز) وهي من أهم المعاهد العالمية لدراسة الفن، وكان القبول فيها صعبا جدا وقمت بتقديم الطلب برغبتي في البحث بفن الخط والهندسة، وتم قبولي وكان للبحث أعمق الأثر في تشكيل هويتي الفنية فتعمقت فيه وأصبح الشغف لهذا الفن هو المسيطر علي». الوحدة بالتعدد وبينت الحمود أنها تستقي أعمالها الفنية من كل ما له قيمة معرفية وجمالية، عن طريق التأمل بما حولها من الأمور والتفسير العلمي لدواخلها وظواهرها، مشيرة إلى أن إيمانها بخالق الكون يحفزها لإنشاء أعمال تعبر عما تشعر به، وأن للفنون الإسلامية لديها نصيب، لكونها أفكارا كونية، مرتبطة بعلوم وحضارات متعددة ولكنها في الآن نفسه متحدة بالإيمان في الخالق الواحد، إذ إنها ترى أن أحد أهم الركائز للفنون الإسلامية هي علاقة الوحدة بالتعدد وهي قاعدة تختصر الكثير من الشرح والعناصر، حسب قولها. المعرض الأول وعن معرضها الأول، أخبرت الحمود بأن هناك العديد ممن تفاجأ لمعرفة أنها فنانة، إذ كانت نشاطاتها تقتصر على تصميم وتنسيق المعارض، وأنها أخذت الفن مأخذ الجد وقررت الاستمرار فيه، عندما قال لها أحدهم: «إذا كانت هذه بدايتك، فماذا ستفعلين بعدها؟». لندن المُنطلق وأكدت أنها بدأت العرض في لندن وانطلقت منها، وكان الغرب أول من اقتنى أعمالها، فاتحا لها ذلك مجالات عدة من أهمها إنها كانت الوحيدة من الشرق الأوسط أثناء افتتاح متحف الفن المعاصر بكوريا في عام 2009 من بين ستة وثلاثين فنانا من العالم. تسعة أعمال وأوضحت الحمود أن لديها تسعة أعمال تتواجد بمتاحف ومؤسسات فنية عالمية، منها: معهد العالم العربي في باريس، متحف لوس أنجلوس بأمريكا، متحف القارات الخمس في ألمانيا، متحف جيجو في كوريا، مركز الملك عبدالعزيز لثقافة العالم في المملكة العربية السعودية، مركز عبدالله السالم الصباح في الكويت، ومؤسسة برجيل الفنية بالشارقة. «بينالي» والعالمية وأعربت عن فخرها واعتزازها بالمشاركة في معرض «بينالي» لندن العالمي للتصميم بعام 2018، ذاكرة أنه تسنى لها تمثيل المملكة العربية السعودية فيه، وجزء من إبداع بلادها في سياق عالمي مع أهم فناني ومصممي العالم. وعن مشاعرها وتفاصيل المعرض أردفت، قائلة: «كانت مشاعري مختلطة بخوف كبير، لشعوري بالمسؤولية لتمثيلي لبلادي، ولله الحمد لاقى إقبالا ونجاحا، وكنت للمرة الأولى أعرض عملا بهذا الحجم وبأسلوب جديد بالنسبة لي، تحت طابع واحد يعبر عنه كل فنان في جناح مستقل وكنت الفنانة الوحيدة للجناح السعودي وكانت معظم الأجنحة الأخرى لفريق من الفنانين والمصممين وليس فنانا واحدا. ونجح الجناح السعودي بفضل من الله وكان لي الشرف أن يكون مدعوما من مركز الملك عبدالعزيز لثقافة العالم (إثراء) ولم يكن ليظهر بهذا الشكل وينجح بلا دعمهم» الفنون الإسلامية واختتمت قولها: ب «أحمد الله كثيرا على توفيقه والقبول اللامحدود لأعمالي ليس على المستوى الفردي فقط، بل على مستوى مؤسساتي وأكاديمي. والأجمل أن هناك من بدأ شغفا بالفنون الإسلامية بعد الإعجاب بأعمالي».