تشتهر المسطحات المائية بلونها الأزرق الذي يعكس نقاء الطبيعة التي لا تخلو في كثير من الأحيان من الغرائب والعجائب، ومنها «بحيرة هيلير» في قارة أستراليا، التي تتميز بلونها الوردي الثابت الذي لا يتغير، حتى لو تم نقله إلى خارج البحيرة ووضعه في كأس. وعلى الرغم من صغر حجم البحيرة، التي يبلغ طولها 600 متر وعرضها لا يزيد عن 250 مترا، إلا أنها تبهر الجميع عند النظر إليها خاصة من أعلى، حيث تبدو وكأنها فقاعة من العلكة وردية اللون، وقد تم اكتشافها عام 1802م عن طريق الملاح الإنجليزي ماثيو فليندرز، الذي قام بمسح حدود الساحل الأسترالي الغربي بدقة حيث تقع البحيرة. » طبيعة خلابة تقع البحيرة تحديدا في منطقة جولدفيلدز في الجزيرة الوسطى من الجزء الغربي لقارة أستراليا، وهي محاطة بالأشجار الورقية وأشجارالأوكلابتوس من جميع الجهات باستثناء الجهة الشمالية التي يغطيها المحيط الهادي، وتغطيها الرمال البيضاء الناعمة، ويمكن ممارسة العديد من الأنشطة في المنطقة مثل ركوب الخيل وصيد الأسماك وركوب الدراجات والمشي والغوص، بالإضافة إلى مشاهدة الحيتان وركوب الأمواج والتزلج على قمم الجبال، وبسبب موقعها الجغرافي، فإن بعض الطيور تتخذها موطنا لها، وأشهرها طائر الزقزاق، بجانب بعض أنواع الطيور الأخرى التي تحميها المنظمة الدولية للطيور. »السر الخفي لون البحيرة الوردي جعل العلماء الأستراليين وغيرهم يشكلون فريقا بحثيا، ويشدون الرحال إليها، وجمع عينات من الرمال والماء والكائنات المائية الموجودة هناك، وعمل تحليلات الحامض النووي لها، وكانت النتيجة التي وصلوا إليها هي اكتشاف عشرة أنواع من البكتريا التي تحب المياه المالحة وأنواع مختلفة من الطحالب التي تتميز بلونها الوردي أو الأحمر، وكان أحد أنواع الكائنات الدقيقة الموجودة في البحيرة هو الاكتشاف الأكثر دهشة في البحيرة، حيث أوضح العلماء أن نسبة هذه الكائنات تصل لحوالي 33٪ وتسمى بكتيريا «ساليني باكتر روبر»، وهي السبب الرئيسي في وجود اللون الوردي في البحيرة وليس الطحالب الصغيرة كما كان يعتقد في السابق. » مستحضر تجميلي تعتبر هذه البحيرة من أجمل الأماكن التي يمكن السباحة فيها في أستراليا؛ بسبب لونها الرائع الذي يشبه لون حليب الفراولة، وهي نقية وصحية بشكل طبيعي، ولا تسبب أي ضرر للجلد البشري، والسباحة فيها آمنة وممتعة، بل إن الطحالب الموجودة فيها تستخدم في مستحضرات التجميل والمكملات الغذائية. » ليست الوحيدة لا تعتبر بحيرة هيلير الأسترالية الوحيدة باللون الوردي في العالم ولكنها الأشهر، حيث تقع إحدى البحيرات الوردية في سلطنة عمان. كما أن هناك بعض البحيرات تتحول لوردية خلال أوقات معينة من شهور السنة مثل بحيرة «ريتبا» في السنغال، غير أن جميعها تشترك في عدم معرفة التفسير العلمي الحقيقي والقاطع لسبب هذا اللون تحديدا، حيث يبقى ذلك سرا من أسرار الطبيعة التي أخفته عن الإنسان وحيرت به العلماء، وتندرج هذه الظاهرة الطبيعية فيما يسمى بالتمثيل الضوئي واستجابة الملح لهذه الغاية بسبب تفاعله مع أشعة الشمس.