نعم كان بالإمكان أفضل بكثير مما كان بالنسبة للمنتخب السوري الذي جاء إلى أمم آسيا في الإمارات كمرشح للمنافسة على مراكز متقدمة، لا بل وحتى للمنافسة على اللقب، قياساً على الأسماء الكبيرة التي تلعب في صفوفه، ومنها عمر خربين أفضل لاعب في آسيا للعام الماضي ونجم الهلال السعودي، وعمر السومة نجم الأهلي السعودي وهداف الدوري ثلاثة مواسم متتالية، ومارديك مارديكان ومحمد عثمان ومحمد المواس والحارس إبراهيم عالمة ويوسف قلفا وثامر حاج محمد، والبقية الذين يتمناهم أي مدرب في العالم إضافة لجمهور وفي ومتابع جاء من خارج الإمارات ليقف مع منتخب بلده الذي مزقته الحرب والكراهية. ولأول مرة في تاريخ سوريا يتم جلب مدرب ألماني بخمسة وثلاثين ألف دولار شهريا في الوقت الذي أحرزت فيه ذهبية دورة المتوسط عام 1987 بمدرب لا يتجاوز راتبه المائة دولار، وأتذكر أن الشهير كارلوس ألبرتو باريرا الذي أحرز كأس العالم عام 1994 كان من المعجبين بالمنتخب السوري يوم كان يدرب في الإمارات والكويت، وكان يقول: إنه يتمنى تدريب هكذا مجموعة ولكن حتى بخمسة آلاف دولار شهريا، لم يتمكن السوريون حينها من دفعها لا له ولا لأي مدرب عالمي آخر. لذلك بقيت الكرة السورية تدور في نفس الفلك منذ خمسين سنة وحتى الآن نفس الأدوية لنفس المرض فكيف نتوقع نتائج مختلفة؟ وأنا لا أتحدث عن ظروف السنوات الأخيرة التي نعرفها جميعا، بل أتحدث عن أن الكرة السورية عبر تاريخها ومنذ الستينيات كرة منافسة وقوية ورجولية، ولكنها ليست كرة ألقاب وإنجازات، فهي فشلت في التأهل لكأس العالم 1986 في المكسيك بعدما وصلت لمباراة فاصلة مع العراق خسرتها في الطائف بعدما تعادلت في دمشق، وهي لم تحقق لقباً مهما يذكر سوى دورة المتوسط عام 1987، وكأس غرب آسيا عام 2012، والباقي إما وصيف أو ثالث أو رابع أو خارج من الدور الأول كما فعلت في كل مشاركاتها في أمم آسيا، فيما تطورت الكرة حتى في الهند والفلبين وفيتنام وعمان التي كانت تخسر بنتائج ثقيلة أمام سوريا، فيما شارفت البحرين مرتين على الوصول لنهائيات كأس العالم، أما اليابان فصارت بعبع القارة وبطلتها أربع مرات من ثماني مشاركات فقط، والمنتخب السوري خرج بنقطة من ثلاث مباريات بعد أن نافس أستراليا نفسها على الوصول لكأس العالم 2018 بروسيا بمدرب محلي هاجمه الكثيرون في كل مناسبة متاحة. أما آن لكرة القدم السورية أن يتم تغيير النظرة إليها وكذلك الفكر الذي تدار به؟.