منتخبات شرق آسيا كانت تصنف في الماضي على أنها المنتخبات العملاقة في القارة الآسيوية، لكن في النسخة السابعة عشرة للبطولة الآسيوية بالإمارات 2019 اختلف الوضع تماما، حيث ظهرت تلك المنتخبات كالحمل الوديع أمام فرق تخوض غمار البطولة القارية للمرة الأولى، الأمر الذي أكد تراجع مستوى كرة القدم في تلك الدول. فلم يكشف التنين الصيني ولا الشمشون الكوري الجنوبي أو حتى محاربو الساموراي عن مخالبهم أمام منافسيهم في أول جولتين لهم في البطولة. واتضح من مستوى الأداء ونتائج المباريات أن الفوارق بين المنتخبات العملاقة في القارة الآسيوية لم تعد كبيرة كما كان في الماضي. وشهدت أكثر من مباراة دليلا دامغا على هذا، حيث كان المتوقع أن تكون هذه المباريات محسومة تماما ولكنها شهدت صراعا قويا على نقاط الفوز، ويأتي في مقدمتها المباراة بين منتخبي كوريا الجنوبية وقيرغيزستان في المجموعة الثالثة والتي انتهت بفوز صعب 1/صفر للمنتخب الكوري العملاق والفائز بلقب البطولة مرتين سابقتين. ولم يتحقق الفوز على منتخب قيرغيزستان الذي يخوض البطولة للمرة الأولى إلا من خلال هدف مثلما حدث مع المنتخب الفلبيني في الجولة الأولى عندما أحرج النمر الكوري وخسر بصعوبة صفر/1. وشهدت المجموعة السادسة ما يشبه هذا السيناريو وذلك خلال مباراة منتخبي اليابان وعمان والتي كانت شاهدا على خطأ تحكيمي مزدوج وفادح، حيث حقق المنتخب الياباني الفوز بهدف نظيف من ضربة جزاء غير صحيحة، فيما لم يحتسب الحكم بعدها ضربة جزاء صحيحة تماما للمنتخب العماني. وستكون منتخبات شرق آسيا «الصينوكوريا الجنوبيةواليابان»، التي ضمنت التأهل إلى دور الستة عشر، في حاجة إلى إثبات قدرتها على المنافسة بجدية على إحراز لقب كأس آسيا لكرة القدم. ولم يقنع أداء منتخبات شرق القارة الصفراء -سواء المنتخب الصيني بقيادة الإيطالي المخضرم مارتشيلو ليبي، أو كوريا بتواجد البرتغالي العالمي باولو بينتو- المشجعين في أول جولتين رغم تحقيقهما الهدف المطلوب بالتأهل لدور الستة عشر. واتسم أداء تلك المنتخبات بحالة من الحذر الذي سيطر على الأداء خشية المفاجآت والخروج من دائرة المنافسة على بطاقات التأهل للدور الثاني، لكن بعد الصعود لمرحلة خروج المغلوب، بات عليهم التخلي عن حالة الحذر وتقديم ما يشفع لهم أملا في المنافسة بقوة على اللقب.