لن أقول إن تأهل الأخضر السعودي لدور ال 16 من كأس أمم آسيا كان سهلا، ولن أقول إنه كان صعبا أيضا، لذلك استخدمت عبارة إنه كان مريحا.. فالبداية الأمثل كانت بمواجهة أضعف منتخب في البطولة بدون نقاش وحتى أضعف من الشقيق اليمني الذي يقاتل ويحاول عكس الكوري الشمالي الذي يبدو بلا حول ولا قوة وهو حصالة المجموعة، ثم الانتقال إلى الامتحان اللبناني الأصعب بالتأكيد، وهنا ظهرت شخصية المنتخب الواثقة والهادئة، وتمكنت تشكيلة بيتزي من تجاوز لبنان بأقل الجهد الممكن وبدون عناء كبير، رغم إصرار بعض النقاد على أن الأخضر ما زال يعاني من قصة رأس الحربة، وأعجبني كلام الحبيب عبدالعزيز الدغيثر في (صدى آسيا) عندما قال إن الفوز يخفف من النقد وأنه لا يهم من يسجل طالما المنتخب يفوز ويتأهل، فليس مهما إن سجل لاعب وسط أو مهاجم وأنا حتى الآن لا أرى مشكلة حقيقية في التسجيل لدى المنتخب السعودي، فهو من أعلى المنتخبات تسجيلا بمعدل ثلاثة أهداف في المباراة، وهي نسبة عالية، والأجمل هو تنوع الاسماء التي تسجل من فهد المولد إلى سالم الدوسري ومحمد آل فتيل وحسين المقهوي أي أن الأمر ليس حكرا على لاعب بعينه، ونحن لم نر الصيعري بعد، والذي قد يكون إضافة لزملائه في حالة الحاجة إليه. شيء جديد لم يحدث منذ 23 سنة، وهو فوز المنتخب في مباراتين متتاليتين في بطولة آسيا، والفوز في المباراة الافتتاحية. أعتقد أن المنتخب لم يواجه امتحانا صعبا حتى الآن، ولكنه مؤهل لمواجهة جميع المنافسين له على اللقب؛ لأنني - وبصراحة - لم أجد منتخبا يستحق أن نقول عنه مرعب باستثناء الإيراني وبدرجة أقل الكوري الجنوبي والياباني.