قال عبدالله الدعيع حارس مرمى المنتخب السعودي السابق: إنه يفتخر بانتمائه لجيل الأمجاد للكرة السعودية الذي حقق أول بطولة قارية بعد الفوز بكأس آسيا عام 1984م، كاشفاً بأن الفوز بتلك البطولة يعد الذكرى الأجمل في مسيرته الآسيوية. وكشف الدعيع أن هذا الجيل الرائع كان يعي المسؤولية الملقاة على عاتقه؛ لذا تعاهد ليلة المباراة من خلال اجتماع اللاعبين في غرفة قائد المنتخب السعودي حينها على تحقيق البطولة كأول إنجاز يسجل لكرة القدم السعودية وإهدائه للشعب السعودي والأمير فيصل بن فهد -يرحمه الله- تقديرا لعمله وجهده الكبيرين في ذلك الوقت. وأوضح الدعيع أن كل اللاعبين كانوا نجوما وقدموا أداء جميلا ومميزا مقرونا بالنتيجة أمام كوريا الشمالية، ووجه الدعيع رسالته للجماهير والإعلام السعودي وطالبهم بألا يرفعوا سقف الطموحات كثيرا؛ لأن ذلك قد يأتي بنتيجة عكسية، ويتسبب في الضغط على اللاعبين، ويجب علينا أن نتعامل مع كل مباراة بظروفها الخاصة، ومستوى المنتخب المقابل لنا، ويجب أن نعرف أن المنتخبات جميعها تغيرت مستوياتها للأفضل، كما حذر من قوة المنتخب اللبناني الذي سيلتقيه الأخضر اليوم السبت، مؤكدا أنه تطور كثيراً وأصبح خصما قويا فنياً داخل الملعب ويملك لاعبين مهاريين، والكثير من التفاصيل كشف عنها عبدالله الدعيع في ثنايا الحوار التالي: ما رأيك في مستوى المنتخب السعودي وانتصاره الأول في بطولة آسيا الحالية؟ - منتخبنا الوطني قدم مستوى مميزا وجميلا، فاجأ به الجميع في مستهل مشواره بالبطولة، وعن نفسي شاهدت عملا منظما وتكتيكا من قبل المدرب الأرجنتيني خوان انطونيو بيتزي داخل أرضية الملعب، وكل من شاهد المباراة يعرف أن رباعية كوريا الشمالية لم تأت بمحض الصدفة، أو لسوء مستوى المنافس، فالمنتخب الكوري الشمالي معروف بصلابته وقوته، لكن الأخضر كان في الموعد منذ البداية وحق فوزا كبيرا مقرونا بمستوى وعطاء من قبل اللاعبين داخل الميدان، كل هذه العوامل ساهمت في إسعاد الجمهور السعودي. » منعطفات وتحديات من وجهة نظرك.. من هو نجم المباراة؟ - كل اللاعبين كانوا نجوما وقدموا أداء جميلا ومميزا مقرونا بالنتيجة، ولا يعني اختيار الاتحاد الآسيوي لسالم الدوسري كرجل المباراة أن نغفل حقوق باقي اللاعبين فجميع لاعبي المنتخب قدموا ما عليهم وظهر لديهم الإصرار والعزيمة على تحقيق الفوز وجميع الخطوط كانت متماسكة، بداية من حارس المرمى محمد العويس الذي خرج بشباكه نظيفة، مرورا بخطي الدفاع والوسط، وصولاً إلى خط الهجوم، ويجب علينا ألا نغفل ولا نركن لهذا الفوز، فبطولة آسيا يوجد بها الكثير من المنعطفات والتحديات. ما هي رسالتك للجماهير والإعلام فيما يتعلق بالتعاطي مع البطولة ودعم اللاعبين؟ - رسالتي للجماهير والإعلام ألا يرفعوا سقف الطموحات كثيرا؛ لأن ذلك قد يأتي بنتيجة عكسية، ويتسبب في الضغط على اللاعبين، ويجب علينا أن نتعامل مع كل مباراة بظروفها الخاصة، ومستوى المنتخب المقابل لنا ويجب أن نعرف أن المنتخبات جميعها تغيرت مستوياتها للأفضل. » مهاجم تقليدي ماذا ينقص المنتخب السعودي لتحقيق اللقب القاري؟ - بطولة آسيا يوجد بها جانب كبير من الحظ؛ كونها مباريات خروج مغلوب، والأهم هو الأداء والمستوى، وأنا أرى المنتخب قادرا على الوصول للأدوار المتقدمة، ولكن يظل ينقص المنتخب الهداف التقليدي الذي يجيد استغلال الفرص، فمباريات آسيا لا تحتمل إضاعة فرص، ولكن من وجهة نظري أن المجموعة الحالية تلعب بشكل جماعي مع تنوع مصادر الخطورة وهذه ميزة تحسب لبيتزي، كما يجب على الجهاز الفني معالجة الأخطاء في محور الدفاع وإن كانت الأخطاء واردة في عالم كرة القدم لكن البطولات الكبيرة لا تحتمل هامش الخطأ فكما قلت لك تقام بنظام خروج المغلوب بعد دور المجموعات، ومن هنا يجب على الجميع توخي الحيطة والحذر لتفادي أي خطأ مهما كان صغيراً. البعض يرى أن لقاء المنتخب السعودي المقبل أمام منتخب لبنان سيكون سهلا، ما رأيك؟ - منتخب لبنان سيسعى لتعويض خسارته الأولى في المجموعة، ويجب علينا عدم الاستهانة بأي خصم، ورسالتي للاعبين احترموا خصمكم كثيرا والمهم أن نلعب بجدية داخل الملعب ويبقى التوفيق من عند رب العالمين. » بداية قوية ما تقييمك لمجموعة المنتخب السعودي؟ - مجموعة متوازنة بالنسبة لمنتخبنا الوطني، والشيء الإيجابي أن الأخضر السعودي بدأ بداية جيدة في البطولة بالفوز برباعية على منتخب كوريا الشمالية، وإذا ما حققنا الانتصار أمام لبنان فسنكون قطعنا شوطا كبيرا نحو التأهل للدور المقبل ودخول لقاء قطر بأريحية أكبر. » سد منيع كيف ترى مستوى الحراسة في المنتخب السعودي حالياً؟ - محمد العويس قدم أداء مميزا وجميلا وكان سدا منيعا أمام هجمات كوريا الشمالية، وخرج بشباكه نظيفة في المباراة الافتتاحية، وهو ما لم يحدث منذ بطولة 2007، وأتمنى أن يوفق العويس في باقي المباريات ويذود عن شباك الأخضر بالشكل المأمول بإذن الله. كيف ترى حظوظ المنتخب السعودي في الحصول على لقب البطولة بعد غياب طويل؟ - التوقع صعب جدا، فجميع المباريات صعبة وأعتبرها بمثابة خروج المغلوب، الأهم الجدية وتصاعد المستوى من مباراة لأخرى، ومتى ما ظهر لاعبو المنتخب السعودي بروح عالية فلن يستطيع أي منتخب هزيمتهم، وبإذن الله إنهم قادرون على إسعاد الجمهور بنتائج ومستوى مميز وجميع العناصر المتواجدة تملك الروح والعزيمة، وتتسلح بحماس الشباب للوصول إلى الأدوار المتقدمة، ومن ثم التفكير في حصد اللقب. » الذكرى الأجمل ما هي الذكرى الأجمل لعبدالله الدعيع في البطولات الآسيوية؟ - بالتأكيد الذكرى الأجمل في مسيرتي مع البطولات الآسيوية، هي بطولة كأس آسيا 84 التي حققها المنتخب السعودي لأول مرة في تاريخه وكانت انطلاقة الأمجاد للكرة السعودية، وهي الذكرى الأجمل لي في تاريخي مع ذلك الجيل الرائع، وأفتخر أنني كنت ضمن ذلك الجيل والحارس الأساسي للمنتخب في تلك البطولة. ما هو الموقف الذي لا يمكن أن تنساه من ذكرياتك في تلك البطولة؟ - لا يمكن أن أنسى اجتماعنا في غرفة زميلي صالح النعيمة ليلة نهائي كأس آسيا 84، إذ اجتمعنا بشكل خاص كلاعبين فقط بدون تواجد أي شخص من الجهازين الفني والإداري، وتعاهدنا على تحقيق البطولة كأول إنجاز يسجل لكرة القدم السعودية وإهدائه للشعب السعودي والأمير الراحل فيصل بن فهد تقديرا لعمله وجهده الكبيرين في ذلك الوقت.