قالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: إن الهزة التي شهدتها البرازيل نحو اليمين خلال الأيام القليلة، التي انقضت منذ تنصيب الرئيس جايير بولسونارو، أسرع وأكثر حدة مما توقعه منتقدوه. » رياح التغيير وبحسب تقرير للصحيفة الأمريكية، فمنذ تنصيبه قضى على وزارة العمل في البلاد، وأمر بمراقبة المنظمات غير الحكومية والدولية، وقوض حقوق السكان الأصليين. وقالت الصحيفة: «بعد ساعات، جاءت أول دفعة من التغيير من برازيليا، عاصمة البلاد، حيث وقع بولسونارو مرسوما يمنح المزارعين المتحمسين للوصول إلى الأراضي المحمية سلطة تقرير أي مناطق السكان الأصليين تستحق الاعتراف من قبل الحكومة الفيدرالية، وهي خطوة من المتوقع على نطاق واسع أن تزيد من قطع الأشجار في الأمازون». ولفتت الصحيفة إلى أن تحركات بولسونارو السريعة هي بمثابة مكافأة للقاعدة التي ساعدت على انتخابه، موضحة أن تطبيق السياسات الشعبية من خلال أوامر تنفيذية بتكلفة سياسية ضئيلة تذكر بالأيام الأولى لحكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. » تعهد ترامب وأضافت «واشنطن بوست»: «تعهد ترامب بمجموعة من التحركات في اليوم الأول من رئاسته، بما في ذلك تجميد التوظيف الفيدرالي والانسحاب من مفاوضات الشراكة عبر المحيط الهادئ. وقد ترك بعض هذه الوعود في وقت لاحق أو تم التخلي عنها، لكن الرئيس تصدر عناوين الأخبار من خلال التوقيع على عدد من الأوامر والتوجيهات التي أشارت إلى قاعدة أنه ينجز أعماله». وتابعت: «على نحو مشابه، قام بولسونارو باستعراض مبهج في أيامه الأولى، وألمح إلى أعمال أكثر جرأة. ويخطط الرئيس الجديد لتخفيف القيود على ملكية السلاح، وخفض عدد موظفي الحكومة بنسبة 30 في المئة، وإغلاق الوكالة المسؤولة عن التنوع في وزارة التعليم». » مشهد سريالي وأضافت الصحيفة: «في برازيليا، حيث حكم حزب العمال اليساري لمدة 14 عامًا، أزال رجال على سقالات هذا الأسبوع، لافتة تشير إلى وزارة العمل المنقرضة الآن». وتابعت: «كان المشهد سرياليا في بلد كان يوما ما معقلا لليسار العالمي، غير أن الكثير قد تغير منذ ترك الرئيس البرازيلي الأكثر شعبية، لولا دا سيلفا، منصبه، قبل 8 سنوات». ومضت تقول: «غرقت البلاد في أسوأ ركود لها على الإطلاق، وأدى التحقيق في الفساد إلى القضاء على الطبقة السياسية، وأدت موجة الجريمة إلى ارتكاب جرائم قتل بمعدل قياسي. ويقود لولا الآن معارضة غير منظمة ومتشددة من السجن، حيث يقضي 12 عامًا بتهمة الفساد». وأردفت: «كانت النتيجة تدفق الغضب الشعبي الذي قفز ببولسونارو إلى الرئاسة. ويبدو أن التأرجح إلى اليمين الذي وعد به رداً على ذلك هو أشد ما شهدته البرازيل منذ نهاية دكتاتوريتها العسكرية قبل 35 سنة تقريباً». » إعجاب متبادل ونقلت الصحيفة عن «مارسيلو كفوري موينهوس»، أستاذ الاقتصاد في جامعة جيتوليو فارغاس في ساو باولو، قوله: «إنه الوجه الآخر للتطرف، إنه على الجانب الآخر من حزب العمال». ونوهت الصحيفة بأن بولسونارو وترامب أعربا عن إعجابهما المتبادل، لكن التوافق قد تكون له حدود كبيرة. وأشارت إلى أنه من المرجح أن يدعم بولسونارو ترامب في بعض القضايا العالمية والإقليمية، مثل تغير المناخ وفنزويلا. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن يتبنى ما قد يحمل مخاطر أكبر للبرازيل، وخاصة الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة للضغط على الصين بشأن السياسة التجارية.