قالت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يواجه تحديات هائلة في كل مكان، موضحة أنه لم يتمكن بعد من التحرك خطوة واحدة في التخلص من العقوبات الغربية التي أضعفت اقتصاد روسيا. وبحسب تقرير للوكالة، فقد فشلت روسيا في إقناع الغرب بالمساعدة في تحمل فاتورة إعادة إعمار سوريا بمليارات الدولارات. » موازنة المصالح وأضافت وكالة «أسوشييتد برس»: «على الرغم من أن الانسحاب المتعجل الذي قرره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يعزز نفوذ موسكو في سوريا، إلا أنه يترك روسيا في مواجهة مع تركيا التي تتوق إلى توسيع نطاق نفوذها. كما أنه يثقل موسكو بمهمة الموازنة بين المصالح المتصارعة لإسرائيل وإيران في المنطقة». ونقلت الوكالة عن «ألكسي مالاشينكو»، الخبير المتخصص في الشرق الأوسط قوله عن الانسحاب الأمريكي «قد يراه البعض نجاحا لبوتين، لكنه في الحقيقة يعني المتاعب له. قد يتغير الوضع بشكل جذري، وستكون روسيا مسؤولة عن ذلك. كان التشاحن مع الأمريكيين أفضل من تركها وجها لوجه مع تركيا وإيران وغيرهما». » خطة ترامب ومضى التقرير إلى القول: «يمكن لخطة ترامب الرامية إلى تقليص وجود القوات الأمريكية في أفغانستان بحلول الصيف أن تؤدي إلى المزيد من المشاكل المحتملة لروسيا». وتابع «سخر بوتين من فشل الولاياتالمتحدة فى تحقيق الاستقرار فى البلاد على الرغم من حملة استمرت 17 عاما، بيد أن تقليص الوجود العسكرى الأمريكى فى أفغانستان يمكن أن يثخن عدم الاستقرار الخطير للمتشددين الإسلاميين فى وسط آسيا بجوار روسيا». وأردف التقرير: «قد تجد موسكو الآن أنه من الضروري استثمار المزيد في طاجيكستان، حيث توجد بها قاعدة عسكرية للمساعدة في إغلاق الحدود مع أفغانستان ومحاولة توسيع وجودها في أماكن أخرى في آسيا الوسطى». ولفت إلى أن هذه التحديات تأتي في الوقت الذي لا يزال فيه الاقتصاد الروسي يعاني من الضربة المزدوجة لأسعار النفط المنخفضة والعقوبات الغربية. » تفسيرات مناسبة ونوه التقرير أنه برغم أن العقوبات الغربية أعاقت نمو روسيا، إلا أنها أعطت بوتين تفسيرا مناسبا لمشاكله الداخلية. ونقل عن «مالاشينكو»، قوله: «لقد ساعدت العقوبات الأمريكية والأوروبية في تعزيز سلطة بوتين، مما سمح له بالتركيز على الضغوط الخارجية». ومضى تقرير «أسوشييتد برس» يقول: «شهدت روسيا نموا بنسبة 1.5 في المائة في عام 2017 بعد ركود استمر عامين، ومن المتوقع أن ينمو اقتصادها بنسبة 1.8 في المائة هذا العام. لكن آمال الحكومة الروسية في تحقيق نمو أسرع لم تتحقق، وظلت الدولة تعتمد بشكل كبير على صادرات النفط والغاز والمواد الخام الأخرى». وأضاف: «على الرغم من المشاكل الاقتصادية، أنفق الكرملين ما يقدر بنحو 14 مليار دولار على استضافة نهائيات كأس العالم هذا العام، وهو انقلاب في العلاقات العامة ساعد على مكافحة التصورات السلبية لروسيا». وأشار التقرير إلى أن الحكومة الروسية استخدمت مسابقة كرة القدم للتخفيف من قرارها برفع سن التقاعد وهو تحرك لا يحظى بشعبية كبيرة، مما أثار استياء واسع النطاق وأدى إلى تراجع شعبية بوتين بشكل كبير بمجرد انتهاء كأس العالم. » معضلة العقوبات وقال تقرير «أسوشييتد برس»: «لقد تلاشت آمال الكرملين في التوصل إلى اتفاق مع ترامب من شأنه أن يضع حدا للعقوبات وسط تحقيق الولاياتالمتحدة في التواطؤ المحتمل بين حملة ترامب وروسيا». وتابع: «بينما يحتاج الزعيم الروسي إلى رفع العقوبات، فقد أوضح أنه لن يتزحزح عن أوكرانيا أو أي قضايا أخرى. وكأنما لإثبات هذه النقطة، استولى خفر السواحل الروسي في نوفمبر على 3 سفن بحرية أوكرانية وطاقمها في البحر الأسود». ونقل عن «تاتيانا ستانوفايا»، الخبيرة في شئون الكرملين، قولها: «ينبع موقف بوتين الذي لا هوادة فيه من وجهة نظره بأن الغرب سوف يرى أي تنازلات بمثابة علامة على الضعف وسيؤدي إلى المزيد من المطالب. بوتين يعتقد أنه إذا استسلمت روسيا، فإن الضغط سوف ينمو، وسيتم توسيع العقوبات أكثر من ذلك». ولفت التقرير إلى أن الكرملين ركز في خضم تصاعد التوترات مع الغرب على تعزيز الترسانات العسكرية الروسية، مشيرا إلى أن بوتين، خلال خطابه عن حالة الأمة، عرض لمجموعة من الأسلحة النووية الجديدة. » تحذيرات بوتين وحذر بوتين من أن خروج الولاياتالمتحدة المخطط له من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى لعام 1987 سيؤدي إلى رد روسي. وأشارت «ستانوفايا» إلى أن حديث بوتين يعكس عدم الاستقرار المتزايد في غياب أجندة مشتركة بين روسيا والغرب، مضيفة: «المضي قدما في المسار نفسه سيؤدي حتما إلى نقطة يصبح من الأصعب فيها السيطرة على الوضع المتعلق بالأسلحة النووية. يعتقد بوتين أن الأسلحة النووية هي حجة روسيا النهائية التي يجب أن تؤثر على تفكير الساسة الغربيين».