أبرزت صحيفة «ديلي تلجراف» البريطانية القيود المشددة التي تفرضها الصين على المسلمين في البلاد. وبحسب تقرير للصحيفة، فإن المسلمين الصينيين في مقاطعة «نينجشيا» يخشون من أن تكون الخطوة التالية بالنسبة لهم هي معسكرات الاعتقال. ونوهت الصحيفة بوجود تراجع هائل في أعداد المصلين بأحد أكبر مساجد المقاطعة، لافتة إلى أن أحد أهم أسباب ذلك هو الحظر، الذي تفرضه الحكومة الصينية على جميع أعضاء الحزب الشيوعي من حضور الصلوات اليومية في المساجد. وأضافت «الأذان الذي يدعو إلى الصلاة محظور في عاصمة المنطقة ينشوان. وكتذكير دائم بالمكان الذي يجب أن يكون له الولاء، يرفرف العلم الصيني في الفناء، وهو مطلب إلزامي لجميع المساجد في الصين منذ شهر مايو». ونقلت عن أحد الأئمة المحليين، قوله «نحن خائفون جداً»، متحدثا عن الطريقة التي تتدخل بها الدولة الصينية الآن في حياة المسلمين كما لم يحدث من قبل. ولفتت الصحيفة إلى أن الخوف هو بالضبط ما تريده الصين، مشيرة إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينج، كان قد تعهد بفرض النفوذ الصيني عن طريق القضاء على ما يعتبره الحزب الشيوعي الحاكم، الملحد رسميا، اتجاها مقلقا للأسلمة. وأضافت الصحيفة البريطانية: «تنبع مخاوف الدولة الصينية من مقاطعة شينجيانج الواقعة في أقصى غرب البلاد، حيث أدت الاشتباكات بين الأقلية من الأويجور المسلمين والدولة الصينية إلى حملة القمع، التي شملت اعتقال مليون شخص من هذه الأقلية، على الرغم من الإدانة العالمية». ونوهت بأنه يجري إخضاع المعتقلين لبرنامج استئصال ثقافي وتلقين سياسي وإيذاء نفسي وتعذيب جسدي. ومضت تقول: «يخضع الجميع لمراقبة مكثفة باستخدام التقنيات الحديثة مثل التعرف على الوجه والحمض النووي». وأشارت الصحيفة إلى أن قمع الإسلام في «نينجشيا» لا يقترب من مستويات شينجيانج، لكن العلامات المبكرة لبرنامج استئصال الثقافات واضحة للعيان. وتابعت: اللافتات العربية مخدوشة في الشوارع. كما اختفت نسخ من القرآن الكريم من أرفف المكتبات وتمت إزالة القباب من المباني في جميع أنحاء المدينة، بما في ذلك من مجمعات الطعام الحلال في ينشوان. وأشارت إلى أن الدولة الصينية لديها أدوات لفرض إرادتها باعتبارها أكبر موفر للوظائف.