عندما تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بيومها الوطني السابع والأربعين في اليوم الثاني من ديسمبر من كل عام، فإن الواقع يقول إن من يحتفل هو بلدنا المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا، فدولة الإمارات لا تعتبرها المملكة إلا جزءا من نسيجها الاجتماعي والثقافي والسياسي؛ نظرا لتلاحم الشعبين الشقيقين وقوة أواصرهما الأخوية الأبدية العريقة، فلقد شهدت معظم مناطق المملكة العديد من الفعاليات والاحتفالات احتفاء باليوم الوطني للإمارات الشقيقة. يوم الجمعة الماضي كنت في تغطية تلفزيونية في مركز الملك عبدالعزيز العالمي «إثراء» للاحتفال مع أشقائنا الإماراتيين بيومهم الوطني المجيد، قمت بعمل استطلاعات مع الجمهور السعودي الزائر هناك وكنت أطلب منهم وصف مشاعرهم لأشقائنا الإماراتيين وما يودون قوله لهم عبر شاشتنا السعودية القديرة، وقد هالتنا ردود الأفعال أنا وطاقم التصوير من الجميع، إذ كان يتهافت علي الأطفال الصغار قبل الكبار، يودون تسجيل كلمة للتلفزيون ليخلدها التاريخ، كلمة حب لأشقائنا الإماراتيين، مشاعر صادقة غير مصطنعة عبر بها كل من قابلته، طلبت من كل واحد أن يقول كلمة بهذه المناسبة في مدة لا تتجاوز نصف الدقيقة ولكني صدمت من المشاعر التلقائية ومن طول ساعات التسجيل مع الجمهور الذي كان حاضرا وفرحا ويحتفل مع الضيوف الإماراتيين الذين قدموا من دولة الإمارات للاحتفال مع أشقائهم السعوديين عبر ما أبدع به مركز «إثراء» للاحتفال بهذا اليوم تحت شعار «عام زايد والشعب واحد»، عبر سلسلة من الفعاليات والعروض السينمائية والأفلام القصيرة والأهازيج والرقصات الموسيقية والشعبية والتعرف على الفن والثقافة الإماراتية واكتشاف تراثهم الأصيل المشترك بينهم وبين المملكة الحبيبة، كما تواجدت ضمن الفعاليات العديد من ورش العمل كورشة الخوص وورشة البرقع وورشة الدمى، كما أتاح مركز إثراء للزوار ممارسة ألعاب شعبية كانت سائدة في دولة الإمارات في القدم، وقدم أيضا مركز إثراء لزواره عروضا حية للطبخ الشعبي الإماراتي، وكان لركن مجلة ماجد حضور وتواجد مهم عبر استديو صمم خصيصا لها. مبادرات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي «إثراء» لا تنتهي منذ إنشائه من خلال برامجه وفعالياته وأنشطته المتميزة والمستمرة طوال العام، هذه المبادرات تتيح لجميع فئات المجتمع المشاركة فيها والاستفادة منها وإشغال وقتهم بما ينفعهم ويغذي عقولهم ويرفه عنهم. أعود لبداية مقالي وحديثي عن الاحتفال باليوم الوطني السابع والأربعين لشقيقتنا الإمارات، وما انتهجته دولة الإمارات العربية المتحدة منذ إنشائها على السياسة الواضحة على مستوى المنطقة الخليجية والعربية والدولية وعملها على توثيق وتعزيز كل الجسور التي تربطها بشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي ودعمت كل الخطوات التي تعزز مكانتها في مصاف الدول العالمية. مسيرة السبعة والأربعين عاما هي مسيرة اتحاد ورسم ملامح، أرسى دعائمها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- وإخوانه المؤسسون الذين قادوا مسيرة وطن النماء والازدهار والرخاء لسنوات مضيئة وحافلة بالأحداث والمهام الكبيرة والإنجازات العظيمة، ونحن بهذه المناسبة نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ولحكومة وشعب الإمارات الحبيب، متمنين للشعب الشقيق مزيدا من الرخاء والسعادة والتنمية ونقول لهم يومكم يومنا وعزكم عزنا.