«أكاديمية القيادة» التي أطلقها مجلس إدارة صندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، قبل أيام تتطلع إلى تطوير القيادات الوظيفية، وبناء كفاءات سعودية، ونموها في القطاع الخاص للإسهام في التوطين الواعي للوظائف القيادية في مختلف قطاعات سوق العمل. تلك الفكرة المنبثقة من فكر تنموي، قادرة على ترجمة متطلبات السوق، وترسيخ مفاهيم العمل والقيام بإدراك كامل للمسؤوليات المناطة إلى القيادات الوظيفية، فهناك من يلتبس عليه الأمر ويعتقد أن قيادة الوظيفة أو المنصب القيادي هو توزيع المهام وإعطاء كل موظف عمله لإنهاء الأدوار، فالقيادات قادرة على إحداث تغيير نوعي وكمي في المؤسسات ما يسهم في تعزيز دور القطاع الخاص، وتسريع عجلة التنمية للاقتصاد الوطني الذي بات شريكا إستراتيجيا في التطوير. إكساب الكفاءات الوطنية الواعدة المهارات القيادية، له تأثيرات هامة ويرتبط بالعديد من المتغيرات المستقبلية لسوق العمل، فالتطوير الوظيفي سمة للأسواق العالمية القادرة على التأقلم مع الظروف، حيث يتسم القائد في عمله بالعديد من السمات الشخصية والمهنية التي تساعده على إيجاد بيئة عمل مناسبة وتحقيق إنجازات تفوق التوقعات، لا سيما أن الأهداف الإستراتيجية تنبع من الكفاءات القيادية ذات القدرة على فرض هيكلة أجندة أعمال وبيئة قادرة على الجودة والإنتاج وتحقيق نتائج مرجوة تنافس المؤسسات الأخرى وربما تضاهي المؤسسات العالمية نظيرتها في الإنتاج. الموظفون هم الثروة الحقيقيه فعلا، وهذا يفسر التزام المؤسسات بإنشاء ثقافة داخلية حيث يرغب أفضل الأشخاص بالعمل فيها وتحقيق النجاح في قطاعات مختلفة من السوق ذات إمكانيات نمو غير محدودة؛ لصقل المواهب في مجالات متعددة وتطويرها والمحافظة عليها، مع المحافظة على بيئة العمل الريادية، التي تتميز بحرية النمو وإعادة تعريف العمل الوظيفي، ونشجع التفكير الإبداعي ودعمه مع تقديم مجموعة كبيرة من فرص التدريب والتنمية المهنية التي تساعد الفريق الوظيفي على النمو وتحقيق إمكانياتهم الكاملة. إنشاء أكاديميات هدفها التدريب العملي والمهني، من أجل التطوير ذات أبعاد هامة تغرس في سوق العمل ثقافات متنوعة تعتمد على تطوير الذات منذ النشأة، مع أهمية البحث عن كل ما يستجد في إمكانيات التطوير، والالتحاق بكل ما يضفي سمات مهنية لها علاقة بالتدريب والوصول إلى مسمى كفاءة قيادية، وهذا الأمر يتطلب دراسة أكاديمية وليست دورات تجارية، وعندما أطلق هدف تلك الفكرة ارتبطت ارتباطا وثيقا بجميع المتغيرات التي تعتري السوق المحلي في الوقت الحالي، ليكون ذا نواة أفضل مستقبلا ويحمل فكريا تنمويا مستداما قادرا على التغيير الإيجابي بفكر أبناء الوطن وسواعدهم.