يشهد الواقع الثقافي بالمملكة في الفترة الأخيرة حراكا وتنوعا مختلفا يتماشى مع ضرورة مواكبة الرؤى والمبادرات الحداثية بالانفتاح المدروس والتفعيل المحكم من أجل فرض الوعي وخلق الذوق من خلاله، ولعل جمعية الثقافة والفنون بالدمام تحملت هذه المسؤولية منذ سنوات نشأتها الأولى وبالخصوص في الفترة الأخيرة حيث أصبح لديها تأثير وحضور ضروري وفاعل بأنشطة وبرامج وملتقيات أثرت جماليا ومعرفيا في المنطقة الشرقية. وللتعرف أكثر على نشاطها ومخططاتها المستقبلية وإنجازاتها الثقافية وبرامجها الجديدة حاورت «اليوم» مدير الجمعية في الدمام ومستشار مدير عام الجمعية يوسف الحربي. * نبذة عنك وعن حياتك العملية؟ - يوسف الحربي معلم تربية فنية، إعلامي كاتب في الفنون البصرية، عضو مؤسس في العديد من الجمعيات الفنية، شاركت ونظمت العديد من المهرجانات في الجمعية وخارجها، كما ترأست لجانا إعلامية في جميع المهرجانات في الجمعية خلال 14 سنة. * هل ساهم التخصص الجامعي في توجيه مسارك نحو الثقافة والفنون لتصل لإدارة فرع جمعية الدمام؟ - بالطبع، فالتوغل أكثر في عمق الثقافة والفنون والتراث، والتواصل مع الرواد والاقتباس منهم، إضافة للتواصل مع الأجيال الجديدة وتعلم الابتكار والتجدد والتجريب منهم، كل ذلك يساهم في التقدم خطوات في مسيرة الإنجاز، وهو ما حدث عندما منحتني الجمعية الثقة والمسؤولية. * ما هي أبرز المناصب التي تقلدتها.. وكيف وصلت لإدارة جمعية الثقافة والفنون؟ - توليت مسؤولية الإعلام بالجمعية لعدد من السنوات، وكما هو معروف فإن الإعلام يعتبر السلسلة التي تجمع الكل وتتواصل وتقدم وتبحث في كل تجربة وتسعى لطرحها، وباعتبار الجمعية البيت الذي احتضن حروفنا وشغفنا وطاقاتنا ومبادراتنا لتحول أفكارنا لأنشطة وملتقيات، يتم فيها التعاون والتكاتف لتحقيق نجاحات وإنجازات متتالية تعتمد بالدرجة الأولى على التأصل والاعتزاز بثقافتنا الوطنية، كل هذا أوصلني إلى منصبي الحالي الذي أعمل من خلاله مع كل الأعضاء والمشرفين والقائمين كفريق متكامل كل من منصبه لنحقق الأفضل والأرقى، لأن وطننا علمنا ألا نتعامل مع المناصب بجمود بل بفعل وحركة وحيوية. * ما الذي أضافه يوسف الحربي للجمعية وما الذي أضافته إليه؟ - أعتقد أن المتفاعلين مع أنشطة الجمعية هم من يستطيعون الحديث عن أي إضافة أضفتها، وإجابة عن السؤال استطيع القول بأننا كلجان وعاملين في الفرع حققنا انتصارا لفكرة الثقة والتعاون، لأننا أكملنا مشوار السابقين، وأضفنا تنوعنا في البرامج بعد أن قسمنا الأنشطة بشكل أسبوعي وشهري وسنوي لتتضمن برامج وورشا وندوات وملتقيات تكون ثابتة وتحقق أكثر تفاعل ومشاركة لتشمل كل المجالات الثقافية في كل الفئات، مع فسح المجال لذوي الاحتياجات الخاصة، وفسح المجال أكبر لإبداعات المرأة السعودية والطفولة وللتعاون الدولي من أجل تطوير معارف المثقف السعودي. أما عما أضافته الجمعية لي فهو كثير وملحوظ، أولا: المسؤولية وحجم الإدراك بالواجب الحقيقي والاهتمام الجاد بالفكرة التي تتطور لتصبح إنجازا، فصرت أكثر حرصا عليها وعلى طرحها والصبر في تطويرها لتصبح أنشطة وبرامج تُرى حقيقة، تعلمت العمل الجماعي والتواصل والانفتاح والاطلاع والاهتمام بكل أشكال التطوير. * من يقوم بترتيب فعاليات الجمعية وكيف يتم ترشيح الشخصيات؟ - نشكل فريقا متكاملا في كل مجال فني وثقافي ليقوم بوضع خطط الأنشطة والبرامج ودراستها بشكل مسبق، حيث تطرح معها الحيثيات التي تساهم بنجاحها وتفادي أي إشكاليات قد تخل بتنظيمها، ومن هذه الفرق يتم الاهتمام بكل المجالات الفنية والثقافية التي بدورها تستقطب جميع الشخصيات الفعالة في كل التخصصات بالخبرة والعمل الأكاديمي والبرمجة والتنظيم مع الاهتمام بالإعلام والإعلان ليصل صدى كل البرامج والأنشطة إلى كل مهتم بالثقافة. * حدثنا عن أهم إنجازات الجمعية في السنة الأخيرة.. - ولله الحمد تجاوزت الأنشطة والفعاليات خلال ثمانية أشهر ونصف الشهر الماضية أكثر من 145 فعالية ونشاطا.. منها: العروض المسرحية الأسبوعية في الكوميديا وفنون الأداء، وملتقى استطاع استقطاب الشباب من الجنسين المهتمين بالكتابة بأنواعها والشعر والنقد الفني، والمعارض التشكيلية والفنية المستمرة، والفعاليات الثقافية الأسبوعية، والتعاون مع الجهات الخاصة والحكومية خارج الجمعية من معارض وفعاليات، وتطوير الفنون من خلال الاحتكاك والتبادل الفني بين الفنانين، وتكريم الرواد الفاعلين في الثقافة، كما سيكون خلال الأشهر القادمة تدشين ملتقيات ثقافية وفنية تهتم بالدور الحقيقي الذي نعمل عليه في الجمعية، وستكون بعضها على مستوى خليجي ومحلي بإذن الله.
* ما هو دور الجمعية في اختيار المواهب؟ - أبواب الجمعية مفتوحة لكل المواهب وهنا يبدأ دورنا في تأطير واختيار وتوجيه وفسح المجال لكل الشباب للعرض والمبادرة والابتكار والتعلم من خلال الورش واللقاءات والمسابقات التي تشجع على البذل والابتكار والإنجاز، وكان آخرها الورشة التفاعلية لكتابة الرواية التي التحق بها 85 شابا وشابة. * من الفئة المستهدفة التي تستهدفها الجمعية بفعالياتها وأنشطتها؟ - الجميع، نحن نعول على كل الطاقات وننتظر كل المبادرات والمشاركات ونعمل بشعار الوطن والمحبة والتطوير كل من مجاله، ونؤمن بأن صقل المواهب لا يكون إلا بإنجازات الرواد، ولا يمكن لنا أن نحقق الأفضل بالفصل والتمييز وتفضيل فئة على أخرى، فنحن نؤمن بالتعاون والتواصل والاستفادة من الخبرات المعتقة مع التجربة والزمن والابتكارات المواكبة لعصرها. * ما الخطط المستقبلية للجمعية؟ - الجمعية دوما في تجديد مستمر لبرامجها، التي نسعى من خلالها لإنجاز معارض لكل مدارس الفنون بشكل دائم ومتجدد، وتكريم جيل الرواد الفنانين اعتزازا وفخرا بمن بنى للوطن فكرة محبة وانتماء اخترقت الحدود إبداعا، إضافة للعديد من البرامج القريبة جدا كملتقيات تهتم بالفنون والخط العربي، والفيديو آرت والموسيقى والكوميديا.