الوجه الاجتماعي قناع من النفاق يستخدمه البعض، وهو عبارة عن التلون في العلاقات وعدم اتخاذ مبادئ واضحة وثابتة لا تتغير حسب المصلحة، لذلك فإن ما تراه من شخص في اجتماع ما قد لا تكون هذه حقيقته بل هو في واقع الأمر شخص سيئ يتستر خلف هذا القناع الذي يسمى «الوجه الاجتماعي». لا أحد منا كامل، ولكن صفة «الوجه الاجتماعي» يجب أن تحذرها جيدا حتى لا تقع في فخ النفاق. وكثيرا ما تُعلمنا مدرسة الحياة في فصولها التي لا تتوقف مدى العمر أن الخداع لم يعد شيئا شاذا، بل قاعدة بالنسبة للكثيرين من حولنا لذلك يجب أن نتوخى الحذر في علاقاتنا حتى لا ننصدم بها ونندم عليها. هناك من يبتسم في وجهك ويمتدحك، ويُداعبك في الوقت ذاته وتشعر بالارتياح تجاهه لكن في اجتماع آخر تجده يتحدث عنك بطريقة مغايرة تماما، وقد يتسبب لك في الكثير من المشاكل لأنه يدس «السم في العسل» وتُصبح أسرارك كلها مُعلنة دون أن تعرف بحجم المصيبة. ويقول الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: «.. شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه». وفي ظل التكنولوجيا الحديثة التي نعيشها حاليا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أيضا أحد أكثر طرق الخداع في تكوين صورة ذهنية عن كل ما حولنا فتجد أحدهم يتحدث بكل احترام وذوق على إحدى وسائل التواصل لكن وجهه الحقيقي يختلف عن وجهه الاجتماعي أمام الناس. النفاق أيضا يظهر في أبهى صوره في الوعود الكاذبة وإفشاء الأسرار من خلف ظهرك لكن أمامك يبدو صاحبها كالملائكة وما خفي كان أعظم، وبالتأكيد فإن المتلون يعرف جيدا أنه منافق ويتلذذ بهذه الصفة السيئة فيه دون أن يُحاول في التغيير من شخصيته وهو ما يُعرف باسم «متلازمة ذي الوجهين». وللحذر من الوقوع في هذا الفخ يجب عدم تقييم الأشخاص إلا بعد التعامل معهم فترة طويلة لتكون لديك صورة كاملة أشبه بالحقيقة غير مصطنعة منمقة بلمسات الزيف والخداع، الجوهر هو كل شيء ودرايتك الكاملة به يوفر عليك الكثير من خداع «الوجه الاجتماعي». إذا لا تضع ثقتك الكاملة في أحدهم دون أن تعرفه جيدا حتى لا تدفع ثمن ذلك، وانتبه دائما إلى الفوارق بين ظاهر الناس وباطنهم، والتباين بين الشخصية الواقعية الحقيقية والشخصية المصطنعة المزيفة.