هل تتوقف لتحصي النعم؟ تأخذ بعض الوقت لتحمد الله على ما أنعم عليك؟ لعل اليوم الوطني 88 هو يوم مناسب لذلك. فالحمدلله على وطن آمن ننعم فيه بالخيرات. والحمدلله على وطن يسعى لمواطنيه ويرعاهم في شتى مجالات الحياة. عمر مملكتنا الحبيبة 88 عامًا. توحدت على يد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ذلك الرجل الذي وحد الجزيرة العربية تحت راية التوحيد وجمع القبائل ووطد الأمن. مملكتنا فتية في عمر الدول وبالفعل تزداد فتوة عامًا بعد عام. 88 عامًا هو عمر إنسان وصل لسن الشيخوخة بينما وطننا يزدهر بشبابه ويتجدد جيلًا بعد جيل. عبر ذلك العمر توحدنا وتلاحمنا وتطورنا ونهضنا. وما زلنا نمشي قدمًا بكل ثقة وسرعة. عندما نتجه إلى هدف فإنه من المفيد أن نقف في مرحلة ما لننظر إلى الخلف ونعي من أين أتينا ونقدر المسافة التي قطعناها وندرك مدى إمكانياتنا لأننا أحيانًا لا نستشعرها من جراء العثرات اليومية والعوائق التي تواجهنا. قد نحبط أحيانًا ونقترب إلى مرحلة الاستسلام عندما نركز في محيطنا القريب. ولكن بالتوقف والتأمل لما مررنا به من تطور على جميع الأصعدة يمكننا أن نقدر ما نحن فيه من خير. هذا على صعيد شخصي فما بالنا عندما نطبق نفس المبدأ على وطننا الغالي. عندما نعود بالذكرى لسنة التوحيد ونمر بالأحداث التاريخية المهمة والحقب التنموية والنهضة العمرانية والتعليمية والصحية وفِي جميع المجالات. التعمق في التاريخ جزء أساسي لتقديره لنعرف من نحن... من هم السعوديون؟ ما تعلمته من التاريخ هو أن لي حقًا أن أفتخر بوطني وإنجازاته، أن لي ماضيًا مجيدًا.. ولكن لن أقف هنا. إن الوطنية تستوجب العطاء والمشاركة. ليس حب الوطن بالشعارات والكلمات، بل بالعمل ولدينا الفرص الكثيرة لذلك. إن وضوح الرؤية والسير نحوها وتتالي الإنجازات والمشاريع محفز رئيسي لذلك البذل الممكن وما أجمل أن نقوم بذلك كيد واحدة. العام الماضي وحده تسارعت به الأحداث. تسارع في الخطى لا يأتي إلا من ثقة من الاتجاه الذي نحن ننتهجه. ماضين قدمًا لمستقبل مشرق لكل السعوديين. رفعة وجودة وسعادة. يجتمع الناس على طلب السعادة وهي في متناول أيدينا. قد لا يستطيع الجميع نيلها ولكنها أقرب مما يعتقدون. هناك علاقة بين الامتنان والسعادة فهل يحس بالامتنان من يشعر بالسعادة أم أن الامتنان هو سبب للسعادة؟ إن الامتنان هو ما يجلب السعادة وليس العكس. فماذا لدينا لنحس بالامتنان؟ أو بالأحرى ما الذي ينقصنا؟ لكل منا ظروف حياتية مختلفة ولكن لعلنا نقدر ما ننعم به دون أن نضطر لفقده لنقدره. لكل منا فرص تتجدد كما تتجدد اللحظات لذلك نملك سعادتنا. أما على مستوى الدولة فاتجاهنا باتجاه السعادة أيضا. فمن المؤشرات المحددة للسعادة نمو اقتصادي قوي وزيادة متوسط عمر الإنسان والثقة التي تأتي من المحاسبة وقلة الفساد وغيرها. في اليوم الوطني تبهرني مظاهر الفرحة. وطنية وفخر وانتماء لوطن نغليه. دولة شبابية تنبض بالحياة والفرص وطموح لا يعرف الحدود. بعض الحب يصعب التعبير عنه. يملأ القلب دفئًا يفيض مع ابتسامة تصل العيون. إحساس عميق بالسعادة التي تطغى على كل شيء. وطننا في قلوبنا ليأتي يوم للاحتفاء به. فخر وولاء ووطنية وحب تجتمع لتظهر في أجمل مظاهرها مع لحمة وطنية. أدام الله علينا وطن السعادة.