يختلف مفهوم «المتعة والإثارة»، لدى العديد من المتابعين الرياضيين، فالبعض يرى أن المتعة لا يمكن لها أن تحضر إلا بحضور المستوى الفني الراقي، فيما يذهب البعض الآخر إلى أن الإثارة دائما ما تصنع هنالك في مدرجات العاشقين، ومَنْ يرى أن الأسماء المتنافسة والهالة الإعلامية، مفهومان آخران من مفاهيم الإثارة والمتعة، لكن لدوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى لكرة القدم، مفهوما خاصا يتفرد فيه. السلم الموسيقي سنوات طويلة، ولعبة السلم الموسيقي حاضرة في دوري الأولى، فمع نهاية كل جولة، يرى الجميع تغييرات كبيرة في ترتيب الفرق المكونة له. وفي الموسم الحالي، توقع الجميع أن تساهم القرارات الجديدة في انحدار مستوى هذه اللعبة، لكن الجولات ال (3) الأولى منه، أكدت أن الإثارة والمتعة المتعلقة بتبادل الأدوار مع نهاية كل جولة، باتت عادة لا تنفك عن منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان للدرجة الأولى. العين الاستثناء الاستثناء الوحيد خلال الجولات الثلاث الماضية، كان فريق العين، الذي فجر مفاجأة من العيار الثقيل بتسجيله ثلاثة انتصارات متتالية، حاصدا من خلالها العلامة الكاملة، لينفرد بصدارة الترتيب العام. وضرب العين في ظهوره الأول الكوكب، متفوقا عليه بثلاثية نظيفة، قبل أن ينتصر على الطائي خارج أرضه بهدفين مقابل هدف وحيد، ويتغلب على الأنصار في الجولة الأخيرة بهدف نظيف. هجر في الموعد وصعد هجر للمركز الثاني برصيد (4) نقاط، بعدما تمكن من تجاوز تعادله في الجولة الأولى أمام العدالة، ليحقق فوزين متتاليين على كل من أبها والجيل. هذان الانتصاران رفعا من معنويات أبناء هجر، الذين أعلنوا خلال أكثر من مناسبة سعيهم الكبير للمنافسة على إحدى البطاقات المؤهلة للدوري السعودي للمحترفين. العدالة ينتفض العدالة هو الآخر انتفض عقب تعادله في الجولة الأولى أمام جاره هجر، وحقق انتصارين متتاليين على كل من الكوكب والطائي، ليحل في المركز الثالث برصيد (7) نقاط، وبفارق الأهداف فقط خلف هجر. ووجه العدالة رسالة لكافة الفرق بأنه لن يكون ضيفا شرفيا في منافسات دوري الأولى، بل سيقدم كل ما يملك من أجل المنافسة على مراكز المقدمة. عودة قوية لجدة أما جدة الذي انتصر في الجولة الأولى على الجبلين، فلم يتأثر بالخسارة في الجولة الثانية أمام الأنصار، ليعود لتسجيل الانتصار في الجولة الثالثة على النهضة، ويرتقي في سلم الترتيب العام للمركز الرابع برصيد (6) نقاط. ضمك يتجاوز البدايات ولا تختلف حال فرق ضمك ونجرانوأبها عن جدة، فكل منها حقق انتصارين، وخسر في مباراة واحدة، لكن يبدو ضمك الأفضل حالا، حيث نجح في تجاوز أزمة خسارته في أولى الجولات أمام أبها، وسجل انتصارين متتاليين أمام الجيل والمجزل، ليتشارك المركز الرابع برفقة جدة برصيد (6) نقاط، في الوقت الذي خسر فيه نجران مباراة الجولة الثالثة أمام الشعلة، عقب انتصارين مميزين على الوشم والعروبة، ليتراجع للمركز السادس، فيما صحح أبها من موقعه بعد الفوز الأخير على الكوكب ليصعد للمركز السابع. خسارة الخليج كانت كل المؤشرات تشير إلى استمرار الخليج في المركز الثالث على أقل تقدير، لكن خسارة مفاجئة أمام الوشم بهدفين مقابل هدف، بعد أن كان متقدما بهدف محمد المطوع، ألقت به للمركز الثامن برصيد (4) نقاط. استفاقة الشعلة ويبدو أن الشعلة قد استفاق من سباته في الجولة الثالثة، فبعد خسارة أمام النهضة وتعادل مع النجوم، فجر أبناء الخرج غضبهم في مرمى نجران، وانتصروا عليه بثلاثة أهداف مقابل واحد. الشعلة تقدم للمركز التاسع برصيد (4) نقاط، فيما تراجعت فرق القيصومة والنهضة والنجوم والأنصار، لتحتل المراكز من العاشر إلى الثاني عشر والثاني عشر المكرر. واستغل الجبلين الدعم الجماهيري الذي حصل عليه في لقاء النجوم، ليسجل انتصاره الأول، ويرتقي للمرتبة الرابعة عشرة برصيد (4) نقاط. صحوة العروبة شهدت الجولة الثالثة صحوة نسبية للعروبة والوشم، اللذين تمكنا من حصد النقاط ال (3)، عقب الانتصار على كل من القيصومة والخليج، ليصعدا للمركزين الخامس عشر والسادس عشر في جدول الترتيب العام. مكانك سر اكتفت فرق الطائي والجيل والمجزل بالنقطة الوحيدة، التي حصلوا عليها في انطلاقة المنافسات، ليخسروا لقاءي الجولتين الثانية والثالثة، محتلين المراكز السابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر على التوالي. الكوكب يترنح الكوكب الذي كان ينافس بكل قوة على الصعود لدوري المحترفين في الموسم السابق، ظهر بصورة متواضعة جدا في الجولات الثلاث الماضية، حيث خسر كافة المواجهات، وأصبح الفريق الوحيد الذي لم يتمكن حتى الآن من حصد أي نقطة، ليتذيل جدول الترتيب العام برصيد خالٍ من النقاط. ويبدو أن الثقة الزائدة التي ظهر بها أبناء الكوكب أثناء فترة الإعداد، والتفرغ للتصريحات الاستفزازية عبر الصفحة الرسمية للنادي في «تويتر» قد أثر بالسلب على الفريق، وخلق نوعا من التحديات الخاصة لدى كافة الفرق المقابلة.