على الرغم من السيطرة الشديدة للقوات الدولية في بحر العرب لم تتورع إيران من معاودة تهريب الأسلحة إلى ميليشياتها الحوثية، فقد كشف مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون»، أن البحرية الأمريكية ضبطت مئات من قطع الأسلحة المهربة إلى الحوثيين في قارب بخليج عدن. وبين المسؤول الأمريكي أن الأسلحة شحنة بنادق كلاشينكوف، وأضاف: إن القارب احتجز في منطقة شهدت سابقا عمليات تهريب أسلحة للحوثيين، مشيرا إلى أنه جرى تحميل الأسلحة المصادرة على متن المدمرة «يو أس أس جايسون دونام». وأصبح مألوفا ضبط سفن إيرانية تهرب أسلحة إلى الحوثيين الذين يمولهم الحرس الثوري وتوكل مهمات قيادة عملياتهم وتوجيهها لحزب الله اللبناني، وهو أحد فروع الحرس الثوري الإيراني لنشر الفوضى في الوطن العربي. تهريب السلاح وسبق أن كشفت الأدلة التي عرضتها قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، التكتيك الإيراني لتهريب السلاح النوعي إلى الميليشيات الحوثية، وتطوير الأسلحة القديمة التي كانت سابقا لدى الجيش اليمني، مشيرة إلى أن نقل الأسلحة يبدأ بأماكن سيطرة تنظيم حزب الله اللبناني الإرهابي، مرورا بسوريا والعراق، وصولا إلى الأراضي الإيرانية، ثم تهريبها بحرا إلى الداخل اليمني. وتزود إيران الميليشيات المتمردة أيضا بالخبراء والتقنيات الحديثة لصناعة القوارب السريعة المفخخة والمسيرة عن بعد، واستخدامها للهجوم على السفن في عرض البحر، للتأثير على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وخليج عدن، وبحر العرب، وخصوصا مضيق باب المندب الذي يعد أهم الممرات المائية العالمية. وكشف مسؤولون يمنيون كذلك أن إيران تستمر في تهريب الأسلحة عبر ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون، ويتلقون قطع الصواريخ الباليستية، من خلال تفكيكها وشحنها داخل حاويات قمح وأغذية، ثم يجري تجميعها بواسطة نحو 75 خبيرا إيرانيا ومن حزب الله، منتشرين في العديد من المدن داخل إقليم تهامة. وسائل الحرس والتحايل على القرارات الأممية والدولية صفة يملكها الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات، آخر ما يقوم به الحرس هو ما كشفته وكالة «رويترز» من نقل للسلاح والمخدرات من إيران إلى الحوثيين في اليمن. وكشف تقرير خاص بالوكالة، نقلا عن مصادر مطلعة، عن أن الحرس الثوري الإيراني بدأ في استخدام طرق جديدة عبر الخليج لنقل شحنات أسلحة إلى الحوثيين. وأبلغت مصادر إيرانية وغربية «رويترز» أن إيران كانت ترسل أسلحة ومستشارين عسكريين إلى الحوثيين، إما مباشرة إلى اليمن أو عبر الصومال. غير أن الاحتكاك بسفن البحرية الدولية جعل الحرس الثوري خلال الفترة الماضية يلجأ إلى استخدام مياه الخليج الواقعة بين الكويتوإيران. ونقلت الوكالة عن مسؤول إيراني كبير أنه يتم تهريب أجزاء الصواريخ وبطاريات إطلاقها التي لا يمكن إنتاجها في اليمن. وأضاف المسؤول الإيراني: إنه يتم أيضا تهريب النقود والمخدرات التي تستخدم لتمويل أنشطة الحوثيين. تقرير مجاف وفي شأن التقرير الأممي المجافي للحقائق، والمنحاز لميليشيات الانقلاب، دعا رئيس مجلس الوزراء اليمني د. أحمد عبيد بن دغر، مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إعادة النظر في تقريره الذي أصدره عن حالة حقوق الإنسان في اليمن. ووفقا لوكالة «سبأ» الرسمية، قال ابن دغر خلال لقائه في القاهرة السفير الأمريكي لدى اليمن، ماثيو تولر: إن التقرير الذي أصدره فريق الخبراء الدوليين والإقليميين اعتمد على تقارير مضللة وكاذبة ومزيفة، وإن فقراته تفتقد إلى الحيادية والمهنية، وأضاف: ان التقرير أغفل الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق المدنيين في شتى أنحاء اليمن. وابدى رئيس الوزراء اليمني أسفه لاغفال التقرير انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية الدستورية المنتخبة والدولة وسيطرتها على المدن والعاصمة صنعاء، بقوة السلاح وبدعم واضح من إيران، وأن يصور الأزمة في اليمن صراعا على السلطة بين طرفين.، وأشار إلى أن التقرير استند إلى بيانات مضللة، وادعاءات بشأن استهدافات خاطئة، كما تجاهل أسباب الحرب في اليمن ونهب الميليشيا الحوثية المدعومة إيرانيا مليارات الدولارات وتدمير المدن والمجازر ضد الأبرياء، مطالبا بإعادة النظر فيه. بيانات مغلوطة وأكد ابن دغر أن ميليشيا الحوثي الانقلابية تمارس ضغوطا على المنظمات الأممية العاملة في صنعاء، ويتضح ذلك من خلال البيانات المغلوطة والتي تحمل معلومات غير حقيقية، داعيا المنظمات لنقل مكاتبها إلى العاصمة المؤقتة عدن، والعمل بحيادية ومهنية. وأعرب في ذات الوقت عن تقدير الحكومة اليمنية للموقف الأمريكي الثابت في مساندة الشرعية اليمنية، وإدراكها للدور الإيراني التخريبي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة. من جهته، جدد السفير ماثيو تولر، التأكيد على دعم بلاده للشرعية اليمنية وحرصها على أمن واستقرار ووحدة أراضيه. وقال في سياق اللقاء: إن واشنطن تدرك الدور الإيراني الداعم للميليشيات الانقلابية وأنشطتها التخريبية في المنطقة، لافتا إلى أن ذلك لن يستمر طويلا، واشاد بدور الحكومة اليمنية في مكافحة الإرهاب، وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وأكد أن بلاده ستقدم كل الدعم اللازم لهذه الجهود في إطار الشراكة القائمة والمتميزة بين البلدين.