لوحظ في السنوات الأخيرة لجوء العديد من المصابين بالسمنة لعمليات جراحة السمنة لمساعدتهم على خسارة الوزن بشكل أسرع وشبه مضمون. خصوصًا أن آخر الدراسات العلمية في هذا الموضوع أثبتت فاعلية هذه الجراحات في خسارة الوزن والتقليل من المخاطر الصحية المرتبطة بالسمنة مثل ضغط الدم وأمراض القلب وغيرها. قرار الخضوع للعملية الجراحية إن قرار الخضوع لجراحة السمنة ليس قرارًا يجب أن يتخذه أي شخص بدون التفكير فيه بشكل جدي. فاتخاذ مثل هذا القرار يتطلب من المريض التزامًا كاملًا مدى الحياة، والعزم على تغيير نمط الحياة المسبب للسمنة. إن قرار الخضوع لجراحة السمنة لا يجب أن يكون هروبًا من مشكلة السمنة، بل يجب أن يكون جزءًا من حل شامل للمشكلة. ولهذا يجب على المريض الخضوع لبرنامج شامل لمحاربة السمنة عن طريق الحمية الغذائية وممارسة الرياضة أولًا، وفي حالة عدم نجاحه في خسارة الوزن بالطرق التقليدية، فإنه يتعيّن على المريض الخضوع للتقييم حول مدى استعداده للخضوع للجراحة من قِبَل فريق طبي متعدد التخصصات يشمل جراح سمنة، ومنسقًا سريريًا لحالات السمنة وأخصائي تمريض، وأخصائي تغذية، إضافة إلى الخضوع لتقييم من قبل طبيب نفسي سريري. ومع الأسف، فإن بعض المرضى يتسرعون في اتخاذ هذا القرار دون المرور بالخطوات المذكورة سابقًا مما يقلل من استعدادهم لمواجهة الصعوبات والألم الناتج عن العملية. وقد يُصاب بعض المرضى بالصدمة والاكتئاب، وذلك لأنهم لم يُحضّروا نفسيًا لكيفية التأقلم مع الحياة بعد الخضوع لجراحة السمنة. وبالتالي قد لا يحصل هؤلاء المرضى على النتيجة الكاملة المرجوّة من العملية، وقد لا يفقدون أوزانهم بالفعالية المطلوبة. كما قد يختار بعض المرضى الخضوع لنوع من جراحات السمنة لا يتناسب مع حالاتهم ومع معامل كتلة الجسم ومؤشر الخطر الخاصة بهم. ومن المهم على المريض مناقشة نوع الجراحة المناسبة مع الجرّاح المختص قبل اتخاذ القرار النهائي ووزن جميع الإيجابيات والسلبيات المتعلقة بكل نوع. المتابعة بعد العملية من أهم العوامل المساعدة على خسارة الوزن بفعالية بعد الخضوع لجراحة السمنة هي المتابعة الطبية مع فريق متعدد التخصصات شامل على الطبيب والممرض وأخصائي التغذية، حيث يجب على المريض اتباع حمية غذائية خاصة جدًا بعد العملية، والعودة لتناول أكل صحّي وطبيعي بشكل تدريجي ومدروس كي يتفادى المريض أي آثار جانبية للعملية. كما يجب على المريض، حسب نوع جراحة السمنة التي خضع لها، اتباع جدول للمتابعة يشمل الخضوع لفحوصات دورية للدم، وتناول فيتامينات ومكمّلات غذائية للمحافظة على صحته. ويُعتبر مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي من المراكز الرائدة في تقديم برنامج شامل ومتكامل لعلاج السمنة يشتمل على جلسات استشارية مع فريق طبي متعدد التخصصات وجلسات رياضية، وجلسات علاجية جماعية. يقول الدكتور عبدالله المداني، جرّاح السمنة في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي: «نقدم برنامجًا داعمًا وقويًا لعلاج السمنة. ونحرص على أن يستوعب مرضانا المزايا والمخاطر المرتبطة بالجراحة. المطلوب من المريض الالتزام مدى الحياة، حتى تكون لديه أكبر فرصة لتحقيق نتائج إيجابية على المدى الطويل. وتشير الأدلة إلى زيادة احتمال حفاظ مرضى الجراحة على وزن منخفض على المدى الطويل، بعد إكمال البرنامج المنظم والشامل الذي يقوم به مركز السمنة بمركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي».