أثارت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنيسل جدلا واسعا فى بلادها وأوروبا بتوجيهها الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضمن 100 مدعو آخرين لحضور حفل زفافها الى رجل الاعمال ولفجانج ميلينغر بمقاطعة جامليتز جنوب البلاد. ولم يفوت بوتين المناسبة وأحضر معه باقة من الزهورالصفراء وفرقة غنائية بطائرة خاصة من روسيا، ومكث اكثر من ساعة، بارك للعروس ورقص لفترة وجيزة معها، لكن حضوره أدى لرد فعل عنيف داخل النمسا وأثار الجدل والخلافات على المستوى الأوروبي. قالت صحيفة «واشنطن بوست» فى تقرير لها: إن وزيرة خارجية النمسا كارين كنيسل/53/ عاما، هى أكاديمية وصحافية مستقلة رسميا، قبل اختيارها لتولي حقيبة الخارجية من قبل حزب الحرية. وكانت النمسا حيادية طيلة عقود من الصراع بين الشرق والغرب، وحافظت على علاقات قوية مع كل من روسيا والولايات المتحدة وحلفائها فى الاتحاد الأوروبي. لكن هذا البلد الصغير الذي يبلغ تعداد سكانه تسعة ملايين نسمة فى جبال الألب قد تحرك نحو موسكو منذ نهاية العام الماضي، عندما تولى السلطة ائتلاف حكومي مكون من حزب الشعب اليميني من الوسط وحزب الحرية اليميني المتطرف، ووقع حزب الشعب اتفاقا للتعاون فى 2016 مع حزب روسياالمتحدة بزعامة بوتين. ومثلها وحزبها عارضت كنيسل العقوبات الأوروبية التى فرضت على روسيا، وعندما طردت دول الاتحاد الأوروبي دبلوماسي موسكو انتقاما لتسمم العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال على الأراضي البريطانية، رفضت النمسا بشدة مشاركتهم ذلك. ولا يعتقد ان هناك علاقة شخصية تربط بين بوتين وكنيسل، لكنها دعته لحضور حفل زفافها عندما زار فيينا فى يونيو الماضي، وأعلن الكرملين قبول الدعوة الاسبوع الماضي، فالتوقيت مناسب لبوتين بشكل خاص، نظرا لأن النمسا هى رئيسة الاتحاد الاوروبي حاليا. ولطالما نظر الرئيس الروسي الى الاتحاد الأوروبي كخصم، وسعت روسيا لبذر الفتنة فى القارة، وقد تلقى هذا الجهد دفعة فى السنوات الأخيرة بفضل نجاح الاحزاب الشعبوية فى الانتخابات، ويشارك الكثير من هذه الاحزاب موسكو فى ازدراء بروكسل. وبالإضافة لبوتين فقد حضر اقوى شخصيتين فى النمسا، المستشار سيباسيتيان كورتز، ونائبه هاينز كريستيان ستراشي، الذي يقود حزب الحرية، ودعا كورتز لأن تبني بلاده الجسور بين روسيا والغرب. لكن المشرعين المعارضين انتقدوا حضور بوتين، قائلين: إنه يقوض موقف الاتحاد الاوروبي ضد عدوان روسيا على أوكرانيا، وقال عضو البرلمان عن حزب اليسار الاشتراكي، أندرياس شيدر: كيف نفهم مزاعم الحكومة التى ترأس الاتحاد بأن تكون وسيطا نزيها، بينما وزيرة خارجيتها والمستشار فى جانب واحد مع موسكو؟ وغرد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الاوكراني، هينا هوبكو على «تويتر» قائلا: إذا قمت بدعوة بوتين الى حفل الزفاف الخاص بك فأنت لست محايدة بعد الآن، من الآن فصاعدا لا يمكن للنمسا ان تكون وسيطا فى اوكرانيا. لكن عضو البرلمان النمساوي عن حزب الحرية يوهان جودنوس قال: ان كنيسل لها الحق فى دعوة أى شخص تريده ان يحضر حفل زفافها، واتهم المنتقدين بمحاولة التدخل فى حياتها الخاصة.