تصر كوريا الشمالية على أن تعلن الولاياتالمتحدة انتهاء الحرب الكورية، قبل أن تقدم كشفا مكتوبا بالتفصيل عن جميع مخزوناتها من الأسلحة النووية ومنشآت إنتاجها النووي وصواريخها، كخطوة أولى نحو نزع الأسلحة النووية. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لها: إنه بعد شهرين من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن قمته مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون، نجحت بشكل كامل، لم توافق كوريا الشمالية حتى الآن على تقديم هذه القائمة خلال التبادلات الخاصة مع وزير الخارجية مايك بومبيو، وفقا لما ذكره مسؤولون أمريكيون وكوريون جنوبيون على دراية بالمحادثات. من جانبه يقول وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن هناك تقدما على الرغم من عدم تقديمه أي تفاصيل، لكن مستشار الأمن القومي الامريكي جون بولتون، أوضح هذا الاسبوع، أن كوريا الشمالية لم تتخذ الخطوات التي نراها ضرورية لنزع سلاحها النووي. وخلال الاسبوع الماضي، قالت صحيفة «رودونج سينمون» التي تديرها الدولة، إن إعلان نهاية الحرب مطلبنا حاليا، وسوف تكون هذه العملية الأولى في التحرك نحو الوفاء باتفاق 12 يونيو الذي تم في قمة سنغافورة بين ترامب وكيم، وتريد بيونغ يانغ، ان تبدأ محادثات لإبرام معاهدة سلام قبل تقديم تفاصيل ترسانتها النووية. وإذا بقيت المواجهة الكلامية بين البلدين كما هي، فمن الصعب أن نرى كيف يمكن للبلدين المضي قدما والتوصل الى اتفاق. وقال جوزيف ناي الذي كتب احد التقييمات الأولى لمجلس الاستخبارات القومي لبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية في عام 1993، إن الكوريين الشماليين كذبوا علينا باستمرار لمدة تقرب من 30 عاما. ولم يعترف الرئيس ترامب ولا وزير خارجيته مايك بومبيو بهذا المأزق، لكن المسؤولين قالوا: إن كوريا الجنوبية أيدت بهدوء موقف بيونغ يانغ، حيث تراهن سيول على أنه بمجرد إصدار ترامب إعلان سلام، سيكون من الصعب عليه فيما بعد تهديد كوريا الشمالية بعمل عسكري، إذا فشلت كوريا الشمالية فى نزع سلاحها أو التخلص من ترسانتها النووية. وفي مواجهة استمرار كوريا الشمالية في بناء قدراتها النووية وتهديداتها بضرب الولاياتالمتحدة، رفضت واشنطن منذ فترة طويلة أن تعلن رسميا عن انتهاء الحرب التي توقفت مع توقيع الهدنة في عام 1953 ولكن لم يتم إنهاؤها رسميا. وما زالت المخاوف من أن تقديم تنازلات لبيونغ يانغ سوف يثير غضب الجمهوريين في الكونجرس، خاصة بعد أن جمد الرئيس ترامب المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية التي وصفها بالمناورات الحربية، وهي العبارة التي انتقدتها كوريا الشمالية، كما يمكن أن تفتح التنازلات الباب لتوجيه اتهامات لترامب، أنه تم تجاوزه من قبل زعيم كوريا الشمالية. ولم يوافق البيت الابيض على رؤية ترامب وما كتبه على تويتر، بعد قمته مع زعيم كوريا الشمالية عقب قمة سنغافورة بعدم وجود تهديد نووي من كوريا الشمالية، وكان تقييم جون بولتون مستشار الأمن القومي، أن اتفاقية سنغافورة لم تسفر حتى الآن عن أي تقدم تقريبا على الساحة النووية، ويشارك بولتون هذا الرأي عديدون في الكونجرس ووكالات الاستخبارات الأمريكية.