تحتفل جورجيا هذاالعام، بالذكرى المئوية لاستقلالها وإقامة أول جمهورية ديموقراطية كان لها الفضل في وضع الأساس المتين للدولة والمجتمع الجورجي الحديث. غير أنه وبعد عشر سنوات من العدوان العسكري الروسي الذي بدأ فى اغسطس من عام 2008، يواصل الاتحاد الروسي الاحتلال غير الشرعي، وضم المناطق الواقعة فى جورجيا مثل أبخازيا وتسيخنفالي بأوسيتيا الجنوبية، الأمر الذي يقوض القانون الدولي، ويزعزع القواعد التى يرتكز عليها النظام الدولي. وقال تامار بروكاشيفيلي سفير جورجيا لدى المملكة المتحدة فى رسالة نشرتها صحيفة «غارديان» البريطانية: إن احتلال 20% من أراضي جورجيا من قبل روسيا يقوض الأمن والسلام فى أوروبا. وبالإضافة إلى ذلك، منعت روسيا وصول المساعدات الإنسانية والدولية إلى المناطق المحتلة، ما أدى إلى تدهور حالة حقوق الإنسان والأمن على الأرض، في ظل انتهاك الحقوق الأساسية للسكان المحلييين بشكل يومي. وأضاف السفير الجورجي: لا يزال مئات الآلاف من الجورجيين مشردين داخليا، ويواجهون الاحتجاز التعسفي، وسوء المعاملة، بل وحتى الموت لزيارة ممتلكاتهم وكنائسهم ومقابرهم التى تعزلها أسوار من الأسلاك الشائكة. وأبان أن احتلال 20% من أراضي جورجيا السيادية، مع وجود حشد عسكري مستمر، يقوض بشكل خطير الأمن والسلام فى أوروبا، ويتطلب ذلك مشاركة جادة من المجتمع الدولي. وثمنت حكومة جورجيا بقدر عظيم الدعم القوي الذي تقدمه المملكة المتحدة لسيادة جورجيا وسلامة أراضيها، بالإضافة إلى التطلعات الأوروبية والأوروبية الأطلسية، قائلة: نحن متحدون بقيم، ولدينا مصالح مشتركة للأمن والاستقرار الدوليين، ونواجه تحديات مشتركة. واعتبرت أن غزو روسيا للأراضي الجورجية، واحتلال 20% منها، يشكل دليلا واضحا على استعداد موسكو لإعادة رسم الحدود الأوروبية من جانب واحد بالقوة والطعن فى حق جيرانها السيادي فى اختيار مستقبلهم. وشددت على أن من واجب الحلفاء الغربيين الوقوف ليس فقط من أجل جورجيا، بل للدفاع عن مبادئنا وقيمنا ومصالحنا المشتركة. وتركز الصراع على أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، وهما مقاطعتان انفصاليتان في جورجيا، يعتبران رسميا جزءا من جورجيا، لكن لديهم حكومات منفصلة غير معترف بها. فى يونيو 2006 تصاعد التوتر بين روسياوجورجيا عنما طالبت جورجيا بحصول جنود حفظ السلام الروس فى اوسيتيا الجنوبية على تأشيرات دخول. تم التصويت على استفتاء فى 2006 وافقت فيه الاغلبية على استقلال اوسيتيا الجنوبية، وقررأعضاء الناتو تاجيل اتخاذ قرار بشأن انضمام جورجيا وأوكرانيا حتى ديسمبر 2008. وفى أبريل 2008، اتهمت جورجياروسيا باسقاط طائرة بدون طيار، فيما أرسلت روسيا مئات الجنود غير المسلحين بحجة إصلاح السكك الحديدية. وفى اغسطس ارسل الرئيس الجورجي ميخائيل سكاشفيلي قواتا الى أوسيتيا الجنوبية. وترد روسيا بضربات جوية وارسال قوات برية. لاحقا أرسلت روسيا دباباتها عبر اوسيتيا الجنوبية، وداخل جورجيا نفسها، وتقدمت نحو مدينة غوري، ثم توسط الرئيس الفرنسي ساركوزي لوقف اطلاق النار الذي وقعه الرئيسان مدفيدف وسكاشفيلي. ثم وقع الرئيس الروسي امرا يعترف باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا، لكن الرئيس الأمريكي بوش رفض هذا الاعتراف وأدان الخطوة الروسية.