يتطلع محبو وعشاق «رائد التحدي» إلى تجاوز الفترة الصعبة التي عانى منها الفريق الأول لكرة القدم بالنادي خلال الموسم المنصرم، والتي تسببت في احتلاله المركز ال(13) بالدوري السعودي للمحترفين، وبالتالي خوضه ملحق الصعود والهبوط، والذي ضمن له البقاء ضمن دوري الأضواء، عقب انتصاره على الكوكب في مباراة الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وكذلك في مباراة الإياب بهدف نظيف. ولا يغيب عن أبناء بريدة أبدا، الموسم قبل الماضي، الذي شهد تألقا كبيرا للرائد، ساهم في احتلاله للمركز الخامس في سلم الترتيب العام، وسط بروز لافت للمهاجم الفرنسي اسماعيل بانجورا، الذي احتل وصافة الهدافين، خلف هداف الدوري السوري عمر السومة، بتسجيله (18) هدفا، ومساهمته في العديد من أهداف فريقه ال (37). مشاكل عديدة، ومصاعب مالية، كادت تعصف بآمال الرائد، لكن تدخل معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، صحح المسار، من خلال تكليفه فهد المطوع برئاسة النادي حتى نهاية الموسم الرياضي، ليعمل بكل جد واجتهاد برفقة مجلس إدارته، من أجل انتشال رائد التحدي من الضياع، وهو ما تمكن من النجاح فيه في الرمق الأخير، بعد أن تمكن من حل العديد من المشاكل، الادارية والمالية منها على وجه التحديد، بفضل خبرته الرياضية والإدارية الكبيرة، حيث يعد المطوع من الخبرات الرياضية المتميزة في المملكة، فقد سبق له أن ترأس نادي الرائد في فترة ماضية، وحقق برفقته نجاحات كبيرة، كان من أبرزها مشاركة الفريق الأول لكرة القدم في بطولة أندية الخليج، كما أنه يتمتع بعلاقات داخلية وخارجية متميزة، ساعدته على المضي قدما في مشواره نحو انتشال الرائد من الأزمة الطاحنة التي كان يمر بها. تجديد تكليف المطوع البحث عن موسم استثنائي كان يتطلب الكثير من العمل على المستويين الإداري والفني، ولعل تجديد الثقة من قبل معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، في الرئيس الذهبي للرائد فهد المطوع، كانت واحدة من أهم الخطوات لتعبيد الطريق نحو ذلك، حيث أرسى هذا القرار الاستقرار الإداري داخل البيت الرائدي، وأعطى الأريحية للمطوع ومجلس إدارته، من أجل التخطيط بتأنٍ ودراسة كل الملفات المتعلقة بالموسم الجديد. ومع تجديد تكليفه برئاسة نادي الرائد، بدأ المطوع في العمل بشكل مكثف في كافة الاتجاهات، مانحا ملف تجهيز الفريق الأول لكرة القدم أولوية قصوى، في ظل الرغبة القوية في ظهوره بالشكل الذي يتناسب مع طموحات وتطلعات محبي وعشاق رائد التحدي. الحفاظ على النجوم حرصت إدارة نادي الرائد على الاحتفاظ بنجوم الفريق القادرين على تقديم الإضافة خلال المرحلة المقبلة، والذين يعتبر وجودهم مهما في خارطة الفريق الرائدي، من أجل الحفاظ على الانسجام العام، فقامت بتجديد عقود بعض اللاعبين المنتهية، أو التي قاربت عقودهم على الانتهاء، ومنهم: محمد العمري، وصالح الشهري، وسلطان الفرحان. استقطابات محلية مميزة العناية في الاختيار، كانت حاضرة بقوة خلال تحركات إدارة الرائد من خلال الاستقطابات المحلية، فقد حرصت على اختيار أسماء تملك من الإمكانات الكثير، وبإمكانها صناعة الفارق في خارطة الرائد الكروية. البداية تمثلت في التعاقد مع الظهير الأيمن علي الزبيدي على سبيل الإعارة من ناديه الأهلي، حتى نهاية الموسم الرياضي القادم. أعقب ذلك التوقيع مع لاعب نادي الشباب السابق عبدالله الفهد، بعقد احترافي يمتد لموسمين، قبل أن يتم التعاقد مع لاعب نادي القادسية السابق مازن أبوشرارة، بعقد يمتد لموسمين أيضا. وكان التعاقد مع لاعب الاتفاق السابق يحيى عتين، بعقد احترافي لموسم واحد، واحدة من أقوى الصفقات التي أبرمتها الإدارة الرائدية، نظرا للثقل الذي يمكن أن يلعبه في حفظ التوازن بمنتصف الملعب، إذا ما تمكن مدرب الفريق من توظيفه بالشكل الصحيح. كما أتم الرائد تعاقده مع لاعب الوشم السابق عبدالله المقرن، كلاعب هاوٍ، وكذلك مع لاعب النصر متعب المطلق، بنظام الإعارة إلى نهاية الموسم، بالإضافة للحارس أحمد الغامدي، الذي سبق له أن مثّل فريقي الأهلي والوحدة، في الوقت الذي تعاقدت فيه إدارة النادي مع لاعب المواليد أحمد جمال الجعيدي، الذي يبرز في خط المنتصف، ويبلغ من العمر (22) عاما. مشهد مختلف «أنهى رئيس مجلس إدارة نادي الرائد فهد المطوع إجراءات تجديد عقد مدرب الفريق الأول الصربي الكسندر اليتش، وجاء التجديد مع المدرب بعد النتائج الإيجابية والتطور الفني الذي شهده الفريق بعد استلامه المهمة، ورغبة من الإدارة في الحفاظ على الاستقرار الفني ولثقتها الكبيرة في عمله». هذا ما أعلنه الموقع الرسمي لنادي الرائد عبر برنامج التواصل الاجتماعي «تويتر»، في (12) من شهر مايو الماضي، لكن العديد من التغييرات طرأت على الفريق، ليبدأ الفريق المرحلة الأولى من إعداده للموسم الرياضي الجديد في (16) من شهر يوليو الماضي، ولكن تحت قيادة المدرب الوطني ماجد العلي، المتخصص في الجانب اللياقي. ورغم أن العلي لم يغفل الجوانب الفنية، إلا أن تركيزه كان منصبا على تجهيز اللاعبين من الناحية اللياقية، حتى تنتهي إدارة نادي الرائد من دراسة ملفات المدربين المطروحين لتولي القيادة الفنية للفريق، وقدومه للإشراف على الفريق. استمر العلي في قيادة الفريق حتى نهاية المرحلة الأولى في ال (31) من شهر يوليو الماضي، ليغادر الفريق بعدها إلى مدينة «براغ» التشيكية، من أجل بدء المرحلة الثانية من الاستعدادات لدوري المحترفين السعودي. ومع نهاية المرحلة الأولى، أعلنت إدارة نادي الرائد، وبعد دراسة مستفيضة، عن توصلها إلى اتفاق مع المدرب البلجيكي بيسنيك هاسي، صاحب ال (46) سنة، من أجل تولي مسؤولية الإدارة الفنية للفريق خلال الموسم الرياضي المقبل. المدرب البلجيكي يمتلك سيرة تدريبية جيدة، حيث دخل عالم التدريب في العام (2008)م، وخاض عددا من التجارب كمدرب وكمساعد مدرب، لكن فترته الأميز كانت برفقة اندرلخت البلجيكي، الذي حقق معه كمدرب بطولة الدوري البلجيكي، وبطولة السوبر البلجيكي في الموسم (2014)م. ويتأمل عشاق رائد التحدي في أن يصل المدرب البلجيكي إلى مرحلة التجانس الكبيرة مع لاعبيه، خلال مجريات المعسكر الخارجي بالتشيك، وذلك من أجل تسجيل بداية قوية مع انطلاقة منافسات الدوري السعودي للمحترفين. بانجورا الملف الأهم عقب رفع عدد المحترفين الأجانب إلى (8) محترفين، كان هذا الملف هو الشغل الشاغل لإدارة نادي الرائد، حيث كان ملف المهاجم الفرنسي اسماعيل بانجورا، هو الملف الوحيد الذي لا يوجد عليه خلاف، نظرا للقيمة الفنية والمعنوية، التي يشكلها داخل أروقة الفريق الرائدي. وبعد شد وجذب، تقرر الإبقاء على كل من المغربي عصام الراقي، والبرازيليين دانيال امورا وأديسون تراباي. فيما كانت الاستقطابات الجديدة متميزة جدا، والتي تمثلت في عزالدين دوخة، الحارس الجزائري المتألق، والملم بأجواء الدوري السعودي للمحترفين، وابن جلدته المدافع الدولي هشام بلقروي، الذي كان يخوض فترة احترافية في الدوري البرتغالي. وعربيا أيضا، ضم الفريق المدافع المصري محمد عطوة، ولاعب الوسط المغربي أحمد حمودان، وهما الصفقتان اللتان ينتظر منهما أبناء الرائد الكثير خلال الموسم الرياضي الجديد. معسكر التشيك غادرت بعثة الفريق الأول لكرة القدم بنادي الرائد إلى مدينة «براغ» التشيكية، من أجل بدء المرحلة الثانية من الاستعدادات لدوري المحترفين السعودي، التي تستمر لما يقارب ال(23) يوما. وقد التحق المدرب البلجيكي بالفريق مباشرة في اليوم الأول لوصولهم، حيث أشرف على التدريبات في اليوم الثاني، التي كانت منوعة بين اللياقية والفنية، والترفيهية أيضا. البلجيكي بيسنيك هاسي، يسابق الوقت من أجل التعرف بشكل تام على إمكانات لاعبيه الفنية والتكتيكية، دون إغفال لإيصال فكره الفني لهم، الذي يبدو أنه يعتمد بشكل كبير على اللعب من لمسة واحدة، والتحرك المستمر بدون كرة، إضافة لتضييق المساحات على لاعبي الفريق المنافس.