أكد إماما الحرمين الشريفين أن الحج مجمع الإسلام الأعظم، يربط حاضر المسلمين بماضيهم ليعيش العباد أمة واحدة مستمسكين بدينهم، ولا طريق لذلك إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة، والسير على منهج سلف الأمة، وفي الحج تتلاشى فواصل الأجناس واللغات والألوان وتضمحل، ويبقى ميزان التفاضل وهو التقوى، وإن الحج مدرسة لتحقيق الاتباع والتأسي بسيد الخلق صلى الله عليه وسلم، فلا نسك ولا أي عبادة أخرى على التمام والكمال إلا ما فعله عليه الصلاة والسلام وكان على هديه، مشيرا إلى أن من مقاصد الحج العظمى إقامة ذكر الله والإكثار منه. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ د. فيصل غزاوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس من المسجد الحرام: إن من فضل الله على الأمة أن شرع لها موسما عظيما من التجارة الرابحة يتنافس فيه المتنافسون ويربح فيه المتعاملون ويجتمع فيه شرف الزمان وشرف المكان أما الزمان فالأشهر الحرم وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب وأما شرف المكان فهذه مكة البلد الحرام أقدس بقعة على وجه الأرض وهي مقصد كل عابد ذاكر حرم الله على خلقه أن يسفكوا بها دما حراما أو يظلموا فيها احدا أو يصيدوا صيدها أو يقطعوا شجرها. وفي هذه الأجواء المباركة يأتي موسم حج بيت الله العظيم الذي جعل قلوب الناس تهوي إليه وترق لذكره وتخشعُ عند رؤيته إجلالا لله وتعظيما لشعائره وها هي قوافل الحجيج تتقاطرُ على البيت العتيق من كل فج عميق، ملبين نداء خليلِ الله إبراهيم عليه السلام الذي أمره الله بقوله: (وأذن فِي الناسِ بِالحجِ يأتُوك رِجالا وعلىٰ كُل ضامِرٍ يأتِين مِن كُلِ فجٍ عمِيقٍ). وفي المدينةالمنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ د. عبدالمحسن القاسم، في خطبة الجمعة عن فضل الحج بوصفه طاعة لله، وعملا يتقرب فيه العبد إلى ربه، ابتغاء مرضاته وجنته، حاثا على اغتنام الخير العظيم في أيام العشر من ذي الحجة بالطاعة وذكر الله وبذل الخيرات والإحسان وصلة الأرحام والصيام. وقال: إن مواسم الخيرات تتجدد على العباد فضلا من الله وكرما، فما إن تنقضي شعيرة إلا وتحل مكانها أخرى، وها هي طلائع الحجاج قد أمت بيت الله العتيق، ملبين دعوة إبراهيم الخليل عليه السلام.