قد لا يكون الدور التأهيلي الثاني للدوري الأوروبي حدثا مثيرا لكن بالنسبة لبيرنلي الإنجليزي فإن العودة للمنافسات الأوروبية بعد غياب 51 عاما مدعاة للاحتفال. ويقابل بيرنلي القادم من مدينة لانكشير فريق أبردين في اسكتلندا غدا الخميس في مباراة الذهاب، ويعود لاستضافته على ملعبه الأسبوع المقبل. وبالنسبة لناد واجه الهبوط من الدرجة الرابعة في عام 1987، فإن العودة للمسابقات الأوروبية بعد إنهاء الموسم في المركز السابع بالدوري الإنجليزي الممتاز "وسام شرف" كما يقول المدرب شون دايك. وبيرنلي أصغر مدينة تنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز حيث يقطنها 73 ألف نسمة وقد بيعت بالكامل التذاكر الألفين المخصصة لجمهورها على ملعب أبردين بينما يتوقع أن يحتشد عدد أكبر في ملعب بيرنلي لمتابعة المباراة عبر ترتيب خاص حيث انها غير مذاعة تلفزيونيا. وكانت آخر مرة شارك فيها بيرنلي في مسابقة أوروبية عام 1967 عندما وصل الفريق إلى دور الثمانية في نسخة قديمة سبقت كأس الاتحاد الأوروبي الذي تحول حاليا إلى الدوري الأوروبي. وبعد فوزه على شتوتجارت الألماني ولوزان السويسري ونابولي الإيطالي خسر بيرنلي في مباراتي الذهاب والإياب أمام اينتراخت فرانكفورت الألماني. وكانت تلك ثاني مشاركة أوروبية للفريق بعدما فاز بالدوري الإنجليزي ليشارك في كأس أوروبا في موسم 1960-1961 وخسر أمام هامبورج في دور الثمانية. وانتاب الإحباط بعض مشجعي بيرنلي عندما وضعت القرعة الفريق أمام منافس بريطاني آخر إذ كانوا يأملون في وجهة خارج بريطانيا. لكن إذا تمكن بيرنلي من الفوز على أبردين فسيقابل اسطنبول باشاكشهر في الجولة التالية قبل جولة فاصلة محتملة للفوز بمكان في دور المجموعات. وقال جيمس تاركوفسكي مدافع بيرنلي "سنذهب فقط إلى اسكتلندا لذلك سنقابل الكثير من البريطانيين. لكنني لا أزال اعتقد أن الشعور العام سيكون مثيرا للمجشعين ولنا كلاعبين". وأضاف "اللاعبون يتطلعون حقا لهذه (المباراة) وسيخوضون تجربة مختلفة". ويعتاد فريق أبردين على المنافسات الخارجية، وقد فاز بكأس الأندية الأوروبية في عام 1983 عندما كان يدربه أليكس فيرجسون، وينافس بانتظام في الدوري الأوروبي، وحصل على المركز الثاني في المواسم الأربعة الأخيرة بالدوري الاسكتلندي. وقال تاركوفسكي "توجد الكثير من الإثارة خاصة من جانب المشجعين...نريد أن نتقدم إلى أبعد مستوى نستطيع الوصول إليه وعلينا أن نجتاز المباراة الأولى". وإذا نجح بيرنلي في الوصول إلى دور المجموعات، فسيزداد عبء العمل كثيرا على واحد من أصغر الفرق في الدوري الإنجليزي. ولم يضم بيرنلي أي لاعبين جدد خلال موسم الانتقالات، واعتمد على الدفع بعدد من اللاعبين الشبان من الناشئين خلال مبارياته الودية الأخيرة. وبينما ينصب اهتمام المشجعين وشعورهم بالفخر على أول مباراة بالدوري الأوروبي، فإن المدرب دايك، الذي سبق له الصعود بالفريق مرتين لدوري الأضواء يعي جيدا أن الدوري الممتاز له الأولوية. وقال دايك "أعتقد أنه ينبغي إدراك أنه بالنسبة لفريق بهذا الحجم فإن تحقيق ذلك يمثل قفزة هائلة. في بداية الموسم الماضي، لم يرشحنا للوصول للمركز السابع سوى عدد قليل من الناس".