تراجع نظام طهران أمس الخميس، عن تهديداته بإغلاق مضيق هرمز ومنع مرور شحنات النفط من الدول المجاورة، بعد تصريحات متتالية لمسؤوليه. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بشه: إن إيران لا يمكنها إغلاق مضيق هرمز. وجاء تراجع نظام طهران في أعقاب رد أمريكي حازم أمس على تلك التهديدات الجوفاء، وسط ضغوط داخلية وخارجية يعيشها النظام. رد أمريكي وتعهد الجيش الأمريكي، الخميس، بحماية السفن في الخليج العربي، في رد حازم على تهديدات إيران بإغلاق مضيق هرمز أمام حركة ناقلات النفط. وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات الأمريكية الكابتن بيل أوربان، في تصريحات نقلتها وكالة «أسوشيتد برس»، رداً على تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني التي هدد خلالها بمنع صادرات نفط دول المنطقة: إن «القوات الأمريكية وحلفاءها الإقليميين مستعدون لضمان حرية الحركة وتداول التجارة الحرة وفقاً للقانون الدولي». مضيق هرمز ويعد مضيق هرمز من أهم الممرات المائية لشحن البضائع في العالم، حيث يربط الخليج العربي من الغرب، وخليج عمان وبحر العرب من الجنوب الشرقي، ويبلغ عرض المضيق حوالي 55 إلى 95 كيلومترا، وهو يفصل بين إيران من جهة الشمال عن شبه الجزيرة العربية من جهة الجنوب. وتدفق عام 2011، مايقارب من 17 مليون برميل من النفط، أو ما يناهز 20% من النفط المتداول في العالم على السفن عبر مضيق هرمز يومياً، وبإجمالي سنوي وصل إلى أكثر من ستة مليارات برميل نفط، كما مرّ ما معدله 14 سفينة للنفط الخام عبر المضيق يومياً في ذلك العام. أزمة داخلية وتأتي تصريحات مسؤولي النظام الإيراني، في وقت تتواصل فيه الاحتجاجات المناوئة للنظام، حيث شهدت مناطق بالأحواز العربية تظاهرات ومواجهات مع قوات القمع الإيرانية، بعد أن انتفض مواطنو مدينة المحمرة جنوب غرب البلاد ضد تلوث المياه ونقص الخدمات، نتج عنه مقتل أربعة متظاهرين السبت الماضي. وتحولت المظاهرات التي تشهدها مختلف المدن الإيرانية، بما فيها العاصمة طهران، إلى قلق يعيشه نظام الملالي القمعي، بعد أن تحولت الاحتجاجات إلى حركة شعبية ينتمي المشاركون فيها إلى مختلف الطبقات والفئات العمرية والتعليمية، مما جعلها انتفاضة شعبية بحق. ضغوط دولية وفي السياق، يعيش نظام طهران ضغوطا دولية متزايدة، ويجابه موقفا عالميا ضد سياساته. وذكرت مصادر حكومية، الثلاثاء، أن رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، قد ألغى برنامجه لزيارة إيران المقررة في منتصف يوليو الجاري. وكانت هذه الزيارة الأولى المقررة لزعيم ياباني يزور إيران منذ عام 1978، لكنها لن تتم، في ضوء الاتفاق الأمريكي الياباني لزيادة الضغط النفطي على إيران، بحسب ما أفاد موقع «يابان تايمز»، نقلا عن مصادر حكومية. وأكدت المصادر أن هذا القرار جاء في ضوء دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعزل إيران وخنق صادراتها النفطية، بعد أن انسحبت الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي في مايو الماضي. وحثت الولاياتالمتحدةاليابان وحلفاءها الآخرين على التوقف عن شراء النفط الخام الإيراني بالكامل بحلول 4 نوفمبر المقبل. النمسا تطالب من جانبها، طالبت النمسا أمس الأول، الرئيس الإيراني حسن روحاني بالتعاون في كشف أبعاد قضية محاولة الاعتداء بقنبلة على مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس، والتي اعتقل خلالها الدبلوماسي أسد الله أسدي الدبلوماسي العامل بالسفارة الإيرانية في فيينا بتهمة «التخطيط والتدبير لهجوم إرهابي». ووعد روحاني المستشار النمساوي سيباستيان كورتيس، بالتعاون مع سلطات فيينا، لكشف أبعاد الهجوم الذي تم إحباطه بعمليات مشتركة بين بلجيكا وفرنسا وألمانيا.