أظهرت دراسة حديثة لجامعة شرق أنجليا البريطانية أنه يمكن تفادي الإصابات بحمى الضنك إلى حد كبير في المستقبل عبر مكافحة الاحتباس الحراري. وقالت الدراسة: إن الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية يمكن أن يمنع حوالي 3.3 مليون حالة إصابة بحمى الضنك سنوياً في أمريكا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي وحدها. ونوهت الدراسة التي نشرها موقع (إيرث) المتخصص في أخبار البيئة إلى أن فيروس الضنك ينتشر من خلال البعوض في أكثر من 100 بلد في المناطق الاستوائية، ويصيب نحو 390 مليون شخص في كافة أنحاء العالم كل عام. ويتسبب الفيروس في حدوث الحمى والصداع وآلام العضلات والمفاصل، وليس هناك حالياً أي تطعيم أو علاج للمرض. وفي أمريكا اللاتينية ومنطقه البحر الكاريبي، يعاني ما يقدر ب 54 ألف شخص سنوياً من حمى الضنك. وقالت الدراسة: إن البعوض الذي يحمل الفيروس يزدهر في المناطق الحارة والمرتفعة الرطوبة، ولذا فإن ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض بنحو 3.7 درجة مئوية يمكن أن يتسبب في 7.5 مليون حالة إصابة إضافية سنوياً بحلول منتصف القرن الحالي. وأكدت الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها أن هناك قلقا متزايدا بشأن الآثار المحتملة لتغير المناخ على صحة الإنسان. وذكرت أنه في حين أنه من المسلم به أن الحد من ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية سيكون له فوائد على صحة الإنسان، إلا أن هذه الفوائد لا تزال في معظمها غير محددة. واعتمد باحثو الدراسة على تحليل حالات حمى الضنك في أمريكا اللاتينية، واستخدموا نماذج حاسوبية لتحديد آثار الفيروس في إطار سيناريوهات مختلفة للاحتباس الحراري. ووجد الفريق أن الحد من الاحتباس الحراري إلى درجتين مئويتين يمكن ان يخفض حالات حمى الضنك بنحو 2.8 مليون في السنة مع نهاية القرن الحالي، بينما سيسهم الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض ل 1.5 درجة مئوية في خفض حالات الإصابة بنحو نصف مليون حالة. ونوهت الدراسة إلى أن البرازيل ستكون المستفيد الأول إذا تم تقليص ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجه مئوية، مما سيؤدي إلى الحيلولة دون وقوع إصابات لنحو 1.4 مليون حالة سنوياً بحلول عام 2100. وكشفت الدراسة أيضا ان الحد من الاحتباس الحراري يمكن أن يحول دون انتشار حمى الضنك في المناطق التي ينخفض فيها معدل الإصابة حالياً. وقال إيان ليك الذي شارك في الدراسة: إن فهم وتحديد حجم آثار الاحتباس الحراري على صحة الإنسان أمر حاسم للتأهب والاستجابة في مجال الصحة العامة. ومن بين الآثار الأخرى وقوع المزيد من الوفيات المتصلة بالحرارة والحساسية الشديدة. كما أن هطول المزيد من الامطار جراء التغيرات البيئية يعني وقوع المزيد من الإصابات بفيروس الملاريا بسبب انتشار برك المياه، وهي البيئة المثالية لتكاثر البعوض. وهناك مخاطر متصلة بتزايد الحريق في بعض المناطق التي تقل فيها الأمطار.