يؤكد التقرير أن الجمع بين الموجهين الأكثر خبرة والمدرسين الشباب يزيد مهاراتهم ويجعلهم أكثر التزامًا بالمعايير المهنية. ففي مدارس مدينة تورنتو بكندا يتلقى المعلمون الجدد ما يصل إلى عامين من التوجيه مما يدعم استمرارية المعلمين الأكفاء. وينصح التقرير الحكومات بتشجيع المعلمين على مواصلة تحسين كفاءتهم وتطوير مهاراتهم ومنح مكافآت للمعلمين الذين يسعون للحصول على درجات علمية متقدمة مع توفير الوقت الكافي لهم للدراسة وتبادل المعارف حول أفضل الوسائل التعليمية. ================================================================================= لا يمكن النظر إلى التدريس على أنه مسألة علمية تمامًا، بل هو فن من الفنون الإنسانية والحديث عن فوائده أمر لا يقبل الخلاف. وبحسب التقرير المنشور على موقع وكالة الأنباء الاقتصادية (بلومبرج) فإن المعلمين الأكفاء يعززون أداء طلابهم في الاختبارات القياسية، وفرصهم في الالتحاق بالجامعات ومن ثم قدرتهم على إحراز النجاح في الحياة العملية. وبما أن الدول تنعم بالازدهار والنمو وفقا لكفاءة معلميها، فستكون هناك حاجة من جانب الحكومات إلى الاستثمار في رفع معايير الجودة التعليمية. قد يعني ذلك جزئيًا دفع رواتب أعلى للمعلمين بما يدعم مطالب معلمي المدارس العامة الذين يطالبون بالحصول على أجور أفضل في بعض الولاياتالأمريكية، لكن تحسين كفاءة المعلم يتطلب ما هو أكثر من ذلك. ويقول التقرير إن الأولوية القصوى يجب أن تنصب على اجتذاب وتطوير المواهب، ففي الولاياتالمتحدة لا يوجد معيار وطني للحد الأدنى للقبول في برامج إعداد المعلمين بالمقارنة بسنغافورة وفنلندا -اللتين يحرز طلابهما باستمرار أعلى التقييمات الدولية- حيث يتم اختيار المعلمين من بين 30% من طلاب الجامعات بعد اجتياز سلسلة من الامتحانات، وإثبات اتقان الرياضيات والتمتع بالكفاءة اللغوية، بالاضافة لاجتياز المقابلات الشخصية مع خبراء التعليم. كما تحظى مهنة التدريس في فنلندا بدرجة كبيرة من التبجيل والإعجاب، وغالبًا ما يتم اختيار 10% فقط من المتقدمين لوظائف التدريس في المدارس الابتدائية. وبمجرد قبولهم يتعين عليهم الحصول على درجة الماجستير ودورة دراسية كاملة في تخصصهم الأكاديمي، بالإضافة إلى دراسة الدراما والموسيقى والتربية البدنية. وبهذه المواصفات يستحق هؤلاء المعلمون الحصول على أعلى الرواتب. وينوه التقرير إلى أن التدريب الوظيفي يأتي في مرتبة لاحقة للاختيار الجيد، حيث يقضي المعلمون في مدينة شنغهاي الصينية أول عام تحت إشراف زميل أكثر خبرة يقدم لهم إرشادات حول تقنيات التدريس وخطط الدروس والتفاعل مع الطلاب، ولذلك يتخرج على أيديهم بعض أفضل الطلاب في العالم. ويؤكد التقرير أن الجمع بين الموجهين الأكثر خبرة والمدرسين الشباب يزيد مهاراتهم ويجعلهم أكثر التزامًا بالمعايير المهنية. ففي مدارس مدينة تورنتو بكندا يتلقى المعلمون الجدد ما يصل إلى عامين من التوجيه مما يدعم استمرارية المعلمين الأكفاء، ولهذا السبب لا يتجاوز عدد المعلمين الذين يتركون وظائفهم بعد عامهم الأول 1%، على عكس الولاياتالمتحدة التي يرتفع فيها معدل تناقص المعلمين في بعض ولاياتها لنحو 10%. وينصح التقرير الحكومات بتشجيع المعلمين على مواصلة تحسين كفاءتهم وتطوير مهاراتهم ومنح مكافآت للمعلمين الذين يسعون للحصول على درجات علمية متقدمة مع توفير الوقت الكافي لهم للدراسة وتبادل المعارف حول أفضل الوسائل التعليمية. وتشير البيانات الى أن معلمي المدارس الابتدائية في الولاياتالمتحدة يقضون أكثر من نصف ساعات العمل في تطوير ذاتي لأنفسهم، بخلاف نظرائهم في شنغهاي وسنغافورة الذين يقضون معظم أوقاتهم في العمل مع المعلمين الأكثر خبرة. ويقترح التقرير زيادة ميزانية المعلمين وخفض ميزانية الجهات الإدارية. وبالتالي توفير المال اللازم للتوسع في برامج تأهيل المعلم التي توفر طريقة مختلفة لبناء المدرس من خلال العمل كمتدرب على يد خبير محترف. ويقول إريك هانشيك، الخبير الاقتصادي الأمريكي، إن المستوى التعليمي يحدد جزءًا كبيرًا من النمو الاقتصادي لأي دولة. ويؤكد أنه إذا ارتفعت جودة المدرسين في الولاياتالمتحدة لتتوافق مع مستوى أفضل أنظمة التعليم في العالم مثل فنلندا وكوريا الجنوبية، فإن النمو الاقتصادي الأمريكي قد يرتفع بنسبة تصل إلى 0.8 نقطة مئوية في السنة.