تتكبد الحكومة الأمريكية ما يقدر ب 55 مليار دولار سنويا بسبب تعرض الأطفال للعنف المنزلي، وذلك بحسب دراسة جديدة قامت بها مجموعة من علماء الاجتماع بجامعة كيس وسترن ريسرف بولاية أوهايو الأمريكية. وأظهرت نتائج الدراسة والتي جاءت تحت عنوان (الآثار الاقتصادية للتعرض للعنف المنزلي) أن العنف يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية، وكذلك زيادة احتمالات وقوع الجرائم ممن تعرضوا للعنف، فضلا عن انخفاض الانتاجية لدى الأطفال مع تقدمهم في السن. ويتضمن العنف المنزلي الاعتداءات الجسدية أو الجنسية أو المطاردات والاعتداءات النفسية. وبحسب التقرير المنشور على موقع (ساينس ديلي) هناك ما يقدر ب 15.5 مليون طفل سنويا في الولاياتالمتحدة يتعرضون لحلقة واحدة على الأقل من العنف بينما يعاني أكثر من 25 في المائة من الأطفال من العنف المنزلي في حياتهم. وأفادت الدراسة الاستقصائية الوطنية لمركز مكافحه الأمراض حول العنف المنزلي بأن 27.3% من النساء وواحدا من كل 10 رجال أو أكثر (11.5%) تعرضوا للعنف البدني أو العنف الجنسي. وتفيد التقارير بأن احتمالات حدوث العنف المنزلي تتزايد داخل الأسر التي لديها أطفال. وتشير ميجان هولمز أستاذ العلوم الاجتماعية التطبيقية بنفس الجامعة إلى أن العنف لا يمثل فقط مشكلة صحية كبيرة ستظل لها عواقب طويلة المدى على هؤلاء الأطفال، ولكنها أيضا تشكل عبئا ماليا ضخما على المجتمع. ويشير التقرير إلى أنه ومع بلوغ الطفل الذي تعرض في السابق للعنف المنزلي سن ال 64 عاما، فإن متوسط التكلفة التي سيكون الاقتصاد الوطني قد تكبدها على مدى حياته ستبلغ ما يقرب من 50 ألف دولار وهي بحسب الدراسة تتضمن تكاليف الرعاية الصحية للتعافي من آثار التعرض للعنف المنزلي. واحتمالات ارتكابه للجريمة على خلفية تعرضه للعنف المنزلي. وأخيرا الانتاجية وهي متصلة بالتحصيل التعليمي والذي غالبا ما يكون متدنيا بسبب التعرض للعنف المنزلي، والذي يمتد تأثيره أيضا إلى مستوى الدخل بعد الالتحاق بالعمل. وبحسابات اقتصادية يمثل ذلك ما يربو على 11 ألف دولار زيارة في التكاليف الطبية ونحو 14 ألفا بسبب التكاليف المرتبطة بجرائم العنف وأكثر من 25 ألف دولار من الخسائر المرتبطة بالانتاجية. وتشير هولمز إلى أن هذه التكلفة بالنسبة لشخص واحد فقط ولكن إذا قمنا بتعميم ذلك على الشباب البالغين في ولاية أوهايو، والتي يوجد بها نحو 172.500 من الشباب في سن 20 عاما، وبالجملة فإن التكلفة التراكمية لنحو 25% وهم الذين تعرضوا للعنف المنزلي ستبلغ نحو 2.18 مليار دولار، وبتطبيق ذلك على إجمالي عدد سكان الولاياتالمتحدة فإن الأعباء الاقتصادية للعنف المنزلي ستبلغ نحو 55 مليار دولار. وتضيف هولمز أن تعرض الأطفال للعنف المنزلي يتسبب في عواقب وخيمة وطويلة المدى ومن بينها التكلفة التي يتكبدها المجتمع. وتؤكد أن استيعاب التكلفة الاقتصادية للعنف المنزلي، ستمكن صناع السياسات من تبني تدابير وقائية وعلاجية أكثر فعالية لمحاربته.