عُقدت أول قمّة عربيّة في مصر سنة 1946م، وكانت بمشاركة ملوك ورؤساء سبع دول عربيّة، (المؤسسون للجامعة العربيّة) وهم: المملكة ومصر واليمن والعراق والأردنوسورياولبنان، وكانت القمّة الثانية في لبنان عام 1956م، ثم توالت القمم بعد ذلك، وها نحن - اليوم - أمام القمّة العربيّة التاسعة والعشرين التي تستضيفها المملكة في مدينة الظهران، والتي ستكون (المحرك) الجاد الذي يسعى إلى تفعيل العمل العربي المشترك ليتجاوز الخلافات ويلم الشمل على كلمة سواء، وينقل عالمنا العربي إلى آفاق رحبة من التعاون الذي يحقق أهداف وتطلعات شعوب المنطقة ويحمي الأمن القومي العربى. السؤال هنا هو كيف يتم الإعداد للقمة ؟!.. في البداية وقبل انعقاد القمة يقوم كبار المسؤولين والمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية بعقد اجتماعاتهم التحضيرية لإعداد مشاريع القمة وجدول الأعمال والقرارات، ومن ثم تحال هذه الأعمال إلى اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية تمهيدا لإحالتها إلى القادة العرب في القمة لاتخاذ القرارات النهائية، ولكن قبل ذلك تجتمع هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وهي هيئة مشكلة من الدول الأعضاء (المملكة والسودان والأردن وموريتانيا وجيبوتي) وذلك لمراجعة تقرير المتابعة الختامي لتنفيذ قرارات القمة العربية السابقة التي عقدت في الأردن (عمّان) 2017 م. مع عقد كل قمة عربية تتصاعد طموحات الشعوب العربية وترتفع آمالهم، وهنا تأتي قمة القمم في الظهران لتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك وسط تحديات كبيرة تواجهها الدول العربية وتهدد أمنها القومى، وهناك ملفات عديدة شائكة تنتظر هذه القمة، يتصدرها ملف القضية الفلسطينية لكونها القضية المركزية العربية الأولى، وكذلك ملف الأزمة فى سوريا وما تعرض له الشعب السوري من جريمة الهجوم بالغاز الكيماوي، وايضا الملف الليبي، وملف اليمن وأوضاعه الإنسانية، والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول العربية التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار وتأجيج الصراعات الطائفية والمذهبية في المنطقة، وملف إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع من قبل الحوثيين على مدن المملكة، وملف مكافحة الإرهاب والتصدي للتنظيمات الإرهابية، بالإضافة إلى ملفات تتعلق بالقضايا الاقتصادية والاجتماعية وبمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى والملفات المتعلقة بتطورات الاتحاد الجمركي، وملفات الإستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية 2030م، كما ستتناول القمة طلب الجمهورية اللبنانية القاضي باستضافة الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في عام 2019. هناك آمال كبار يعقدها الجميع على قمّة القمم في الظهران؛ لأن انعقادها يأتي في ظل أوضاع عربية محفوفة بالمخاطر العظيمة، ونسأل الله للقادة التوفيق، وكلنا ثقة في نجاح القمة في إصدار القرارات وتبني المواقف التي تتصدى بفاعلية لكل التحديات والتهديدات الراهنة التي تواجهها الأمة. maaasmaaas@