بعد أن شاركتُ في فعاليات مهرجان المتنبي الحادي عشر للشعر العالمي الذي اقامه المركز العربي السويسري في مدينة زيورخ كبرى مدن سويسرا خلال الفترة: من 4- 6 نوفمبر من العام 2011م . وأدليتُ بدلوي الشِّعري حسب طاقتي ضمن عدد من الشعراء جرفني الابداع اليوم على ضفاف مدينة كاردف البريطانية عاصمة مقاطعة ويلز في جلسة قراءات شعرية تستضيفني فيها الجمعية العربية للثقافة والفنون في كاردف بدعوة من رئيسها الأديب طبيب المخ والاعصاب عامر هشام صفار وتنسيق من أستاذنا العلاَّمة البروفيسور عبدالرضا علي الناقد الأدبي العربي المعروف فكانت أمسية دافئة مع طقس كاردف البارد تلطفها نسمات الأنفس العربية الحاضرة والقراءة النقدية الفنية الفاحصة التي سبقني بها من على منصة الالقاء في القاعة اليابانية بالمركز الويلزي الفاخر الذي شَّيَّدَهُ البريطانيون من حجر وأخشاب وديكور مدينة ويلز الجميلة الفارهة الإرث الحضاري في تاريخ مملكتهم المتحدة فجاءت القراءة كالعذب الزلال على قلبي الذي لم يكد يفتأ خفقاناً منذ علمت ان قراءتي الشِّعر ستتبعها دراسة أدبية نقدية للعلامة عبدالرضا وهو الناقد الأكاديمي الصلف والباحث الأدبي الحاذق والذي لا تأخذه في الحكم لومة لائم وهدأتني عن روعي قصيدة ظريفة حيَّاني فيها الشاعر العراقي الأنيق الروح أحمد الطيِّف والذي أشاد فيها بخطوات المرأة وبمدينتي الأحساء وبالشِّعْر الأنثوي الهادر من حنجرة الإناث الشَّواعر كما أن لعزف الفنانة الشابَّة اليافعة على القيثارة التي بدت تتراقص بين أنامل يديها الناعمتين أملا لمستقبلها اللازوردي الدور الأبرز في خلق جو شاعري استلهمته سارة عامر صفار من وحي الجمال وسكون الفضاء وأفق الحياة ولم يغب عن ذهن الحضور الواعي عبر مداخلاتهن أن يسألنني عن المرأة السُّعُوديَّة الشَّاعرة والأديبة والمثقفة والنَّاهضة عبر فكرها الغضّ لتقاوم رتابة النساء وروتينية تعاطيهن مع الحياة وما لفت انتباهي في هذه الجلسة وغيرها من مشاركاتي الدولية الأدبية تركيز الجمع على أوضاع المرأة السعودية وكأنها كائن غريب يعيش في معزل عن الأمم وتنأى بحجابها المتعارف عن شعوب الأرض ناسين أن هناك من النساء السُّعوديات من وصلن للعالمية واستطعن حفر اسمائهن في سجل تاريخ الحضارات بمنجزاتهن غير العادية وصرن ينافسن عالمات امريكا وأديبات أوروبا ومن هنا تأتي مجازفاتي الدولية ومغامراتي التي تحدو بي لأن أتأبط حقيبة أشعاري وأسيح في بلاد الله شرقها وغربها شمالها وجنوبها ولو جاز لي أن أعبر فضاءاتها لاجتزتها بثبات ديني وثقة نفسي ورضا أهلي كما أن صاحب الدعوة الدكتور عامر ومنسقها عامود خيمة ثقافة العرب في أوروبا كما يحلو تسميته من الزملاء الدكتور عبدالرضا لم يقصروا الجلسة على القراءة بل اخذت ابعادا اعمق بمرافقتي لهم لجولات سياحية في المدينة وثقافية لدور النشر والمكتبات.