لم يتجاوز الفارق بينهما على منصة التتويج خطوة واحدة ولكن هذا الفارق أصبح فجوة هائلة وهوة شاسعة بين جماهير المنتخبين المكسيكي والبرازيلي عقب المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية (لندن 2012). وتوج المنتخب المكسيكي بالميدالية الذهبية اثر فوزه على منافسه البرازيلي 2/1 في النهائي ليترك الفضية لراقصي السامبا. ولكن الفارق الضئيل بين المنتخبين على منصة التتويج والذي لم يتجاوز خطوة تحول إلى فجوة هائلة بين مشجعي الفريقين ومشاعر كل منهما. وتجمع الآلاف من مشجعي الفريق الفائز للاحتفال بالميدالية الذهبية في وسط العاصمة المكسيكيةمكسيكو سيتي حيث كانت هذه الميدالية هي الأولى للفريق في تاريخ مشاركاته بمسابقة كرة القدم للرجال بالدورات الأولمبية. وقرع المشجعون المكسيكيون الطبول وأنشدوا أغانيهم التقليدية كما انتشر الباعة الجائلون في الشوارع لبيع منتجاتهم التي تروج في مثل هذه الاحتفالات وركز البعض على نقش الرسوم على وجوه المشجعين وبيع القمصان الرياضية والتي كتب على بعضها "المكسيك بطلة لندن 2012". وركزت الصحف المكسيكية على إنجاز المنتخب المكسيكي فذكرت صحيفة "لا خورنادا" عن النهائي "المنتخب المكسيكي أحرز الذهب الأولمبي بالتغلب على السامبا". وأوضحت صحيفة "ريفورما" في عنوانها "المجد الأولمبي". وسارع الرئيس المكسيكي فيليب كالديرون بتهنئة الفريق على "الإنجاز التاريخي". وقال كالديرون عبر برنامج "تويتر" للتواصل الاجتماعي على الانترنت "نحن سعداء وفخورون بمنتخبنا الوطني". وفي المقابل، كانت جماهير البرازيل تتعامل مع الأمر بإحساس الفشل حيث أخفق فريقها مجددا في الفوز بالميدالية الذهبية الأولمبية لكرة القدم رغم فوزه بلقب كأس العالم للعبة خمس مرات سابقة (رقم قياسي). وكانت الميدالية الفضية التي أحرزها الفريق أمس هي الفضية الثالثة له في مسابقة كرة القدم الأولمبية بعدما أحرزها سابقا في أولمبياد 1984 و1988 بينما أحرز البرونزية في دورتي 1996 و2008. وذكرت صحيفة "فوليا دي ساو باولو" البرازيلية على موقعها بالانترنت "منتخبنا الوطني للرجال كرر إخفاق 1984 و1988 وفاز بالفضة". وذكر موقع "أوجلوبو" على الانترنت "المكسيك بددت حلم الذهبية في كرة القدم. جيل نيمار فشل في اجتياز اللعنة". «الفارق الضئيل بين المنتخبين على منصة التتويج والذي لم يتجاوز خطوة تحول إلى فجوة هائلة بين مشجعي الفريقين ومشاعر كل منهما» وبدا كل شيء وكأنه تأكيد على أن الفرصة مثالية أمام المنتخب البرازيلي بقيادة مديره الفني مانو مينزيس للفوز بالميدالية الذهبية هذه المرة. والتقى المنتخب البرازيلي منتخبات مصر وبيلاروس ونيوزيلندا في الدور الأول ثم هندوراس في دور الثمانية وكوريا الجنوبية في المربع الذهبي. وكانت جميع هذه المنتخبات بعيدة عن المرتبة التي يحتلها المنتخب البرازيلي ولكن الفريق سقط أمام أول عقبة حقيقية وهي المنتخب المكسيكي ليخفق الفريق البرازيلي مجددا في إحراز الذهب. ولم يتردد النجم البرازيلي السابق روماريو، الفائز سابقا بالميدالية الفضية للعبة في أولمبياد سول 1988 في إلقاء اللوم على مينزيس قائلا "هذا هو خطؤه". وأوضح روماريو ، النائب الحالي بالبرلمان البرازيلي ، أن هذه المباراة ستكون الأخيرة لمينزيس في منصب المدير الفني للمنتخب البرازيلي. وقال روماريو "لحسن الحظ أنها مباراته الأخيرة". وقال نيمار د سيلفا نجم هجوم المنتخب البرازيلي "علينا أن نتوقف عن الصراخ مما حدث. فزنا بالميدالية الفضية. والآن ستستمر الحياة. هذا سيصدمنا كثيرا لأننا جميعا كنا نريد الميدالية الذهبية. ولكننا نحتاج للنظر إلى الأمام" في إشارة إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم والتيتستضيفها بلاده بعد عامين.