تحمل مدينة ريو دي جانيرو التي تخلط بين الروعة والجرأة من جهة والفوضى والعنف من جهة اخرى، رسميًا صفة المدينة الأولمبية مع تحدٍّ يكمن في النجاح خلال 4 سنوات باستضافة أول العاب اولمبية في امريكا الجنوبية. وتؤكد اللجنة الاولمبية البرازيلية وبلدية ريو دي جانيرو انها مطمئنة الى هذا الامر وان الاعمال استعدادًا لذلك قد بدأت، لكن يبقى ان تبنى عمليًا المدينة الاولمبية بكاملها والمجمع الاولمبي ومنشآت أخرى. ويتركز التحدي في الدرجة الاولى على ان قسمًا من هذه الاعمال يجب ان ينتهي قبل كأس العالم لكرة القدم التي تستضيفها البرازيل عام 2014. واكد مدير عام اللجنة المنظمة البرازيلية ليوناردو جرينر مؤخرًا ان النقل والقدرة الاستيعابية للفنادق غير مؤهّلة وغير كافية في ريو دي جانيرو وهي المواضيع التي تقلقه اكثر من اي امر آخر. وتتوقع "المدينة الرائعة" المشهورة بكرنفالها السنوي وبموقعها الطبيعي المميّز استقبال مليون زائر خلال الالعاب الاولمبية، لكنها لا تستطيع ان تقدّم لهم اكثر من 34 الف غرفة في الفنادق شرط ان تبني في السنوات الاربع المقبلة 10 آلاف غرفة. «تحمل مدينة ريو دي جانيرو التي تخلط بين الروعة والجرأة من جهة والفوضى والعنف من جهة اخرى رسميًا صفة المدينة الأولمبية» وبدأت السلطات المحلية العمل لزيادة طول خط المترو الذي يوصل الى بارا دا تيجوكا، احدى ضواحي ريو دي جانيرو الواقعة على بُعد 40 كلم عن وسط المدينة والموصولة بخط واحد يشهد ازدحامات كثيفة على مدار السنة. وستقام المدينة الاولمبية والمجمع الاولمبي في هذه الضاحية، حيث تقام اكثر من نصف الالعاب، ووعدت السلطات بتشغيل 4 خطوط سريعة للحافلات تستخدم الممرات المخصصة للوصول الى الالعاب. واوضح ليوناردو جرينر ان نحو 47% من المنشآت الرياضية اللازمة لهذا الغرض موجود حاليًا ويعود بعضها الى الالعاب الامريكية التي استضافتها البرازيل عام 2007، وسيكون 28 % منها جديدًا و25% كمدرجات تقام على شاطئ كوباكابانا من اجل لعبة الكرة الشاطئية ستكون مؤقتة. واكد عمدة ريو دي جانيرو ادواردو باييس المرشح لولاية جديدة في اكتوبر المقبل، ان المدينة ضمن المُهل المحددة "مع هامش مناورة يسمح لنا بالوفاء بالتزاماتنا في انهاء الاعمال في وقت كاف قبل الالعاب". ويتوقع ملف ترشيح ريو دي جانيرو استثمار 28 مليار ريال (4ر14 مليار دولار تقريبًا) يضاف الى 6ر5 مليار ريال من اللجنة المنظمة و3ر23 مليار ريال من البنوك العامة او الخاصة. وتكمن النقطة السوداء في العنف الذي ينغص احيانًا حياة 5ر6 مليون مواطن في مدينة ريو دي جانيرو، ورغم التحسّن الكبير الطارئ على هذا الملف، فإن نحو 150 من الاحياء الفقيرة من اصل 750 تم تفتيشها منذ 2008 من قبل الشرطة والجيش بحثًا عن مهرّبي المخدرات الذين يسيطرون على هذه الاحياء سيطرة شبه تامة. ويؤكد الباحث في مختبر تحاليل العنف في جامعة ريو دي جانيرو الحكومية ايغناسيو كانو "تبقى ريو دي جانيرو مدينة عنيفة جدًا مقارنة مع الولاياتالمتحدة واوروبا، وفي القارة الامريكية الجنوبية تعتبر كاراكاس عاصمة فنزويلا الاكثر عنفًا".