لا أعتقد أن الدراما الكويتية استطاعت ان تقدم المرأة الكويتية بالصورة الواقعية، فالذي نشاهده في الواقع بعيد كل البعد عما نشاهده على الشاشة وخصوصا في مسلسل «مجموعة إنسان» ، حيث قدمت الكاتبة إيمان سلطان المرأة الكويتية بطريقة غير لائقة فاقت توقعاتنا، إذ تخرج المرأة مع صديقها في العمل بعلم زوجها الحبيب «فوزي» ، بينما المرأة المصرية في العمل دلوعة وتتكلم بمنطقية ، وابنتها التي من أب كويتي مع صديقتها تذهب للنادي للبحث عن فارس أحلامها وهو أيضا «فوزي». وهذه ليست من عادات وتقاليد المجتمع الكويتي ولا حتى الخليجي. وتدور أحداث المسلسل في وتيرة واحدة ثابتة ،حيث لم يتغير الخط البياني للعمل صعودا أو هبوطا، فمنذ الحلقة الأولى إلى الحلقة العشرين قبل أن أكتب هذا التقرير، ظلت الأحداث كما هي لم ينالها أي شيء من التطور، الفرج يتذكر وفخرية خميس تخاف وابنها يعاني منها وانتصار الشراح تصرخ ونشوى مصطفى تتحدى انتصار وأحمد السلمان طول الخط ليس بوعيه «سكران» ويهذي وشجون وفاطمة الصفي يتهاوشان وهبة الدري تبحث عن الحمام وحسن البلام ينصب على الناس. وهكذا تسير الأحداث كما هي لم تتغير، كلها تؤدي إلى نهاية واحدة هي .. لو كتب مسلسل «مجموعة إنسان» بطريقة أكثر مهنية لحقق نجاحا باهرا ولكن الكاتبة إيمان السلطان كتبته كأنها ترسم الدور للفنان سعد الفرج فقط وهي لا شي وكأنك تدور في دائرة مغلقة لا مفر منها ولا جديد بها، هذا بجانب الانتقادات والتعليقات من النقاد والكتاب وأيضا الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي من ضمنها «لو كتب مسلسل «مجموعة إنسان» بطريقة أكثر مهنية لحقق نجاحا باهرا، ولكن الكاتبة إيمان السلطان كتبته كأنها ترسم الدور للفنان سعد الفرج فقط، وأعتقد أنها كانت تكتب العمل وهي تتخيل سعداً نفسه وليس الشخصية التي يمثلها، لذلك جاء العمل مفصلا له، أما عن فخرية خميس وحسن البلام وهبة الدري وأحمد السلمان وانتصار الشراح وشجون وفاطمة الصفي، فهم شخصيات مهمة جدا فنيا ، وكان من الأجدى استثمار تلك النجومية والموهبة في العمل ككل ، لأنهم من المؤكد كانوا سيقدمون أدوارا جيدة وأداء يفوق المتوقع، ولكن الكاتبة حصرتهم في أدوار مساندة لشخصية الفرج، مما في ذلك قضاء على موهبتهم، والغريب هنا هو كيف وافق هؤلاء النجوم على هذه الأدوار الضعيفة والتي لا ترتقي إلى مكانتهم الفنية، فمن الصعب أن يقدم مسلسل من بطولة كل هذه النجوم وفي مقدمتهم «سعد الفرج» بهذا الضعف الواضح والجمود والغموض، فالعمل لا يوجد به أحداث ذات أهمية، كما انه يفتقد وجود تسلسل طبيعي للقصة، فالعمل لم يستطع جذب المشاهد وجعله ينتظر الحلقة القادمة بلهفة، وهذه أبسط مواصفات ومقومات القصة الناجحة، فإذا كان هذا المسلسل يفقد أبسط القواعد الروائية التي تحاكي المشاهد وتجعله متعجل الاحداث فتحت أي مسمى يمكننا أن نصنفها، ويعد أيضا عامل الوقت من العوامل المهمة في أي عمل درامي، فالمسلسل ثلاثون حلقة ومدة كل حلقة نصف ساعة، مما يعني أن على المشاهدين أن يتابعوا ملامح «الفرج» طوال هذه الفترة، وكل المشاركين ليس لهم دور واضح أو تأثير من خلال أحداث المسلسل، فالأحداث نفسها تحتاج إلى من يحركها، اما الفنان الكبير «سعد الفرج» في «مجموعة إنسان» فلم يكن «سعد» الذي عرفناه، بل كان نجما كبيرا يؤدي دورا ليس له، كان الدور بسيطا ويمكن لفنانين أقل منه نجومية أن يقدموه،»فالفرج» من النجوم الذين يصعب تحليل شخصيته في العمل، لأنه يمزج بين العفوية والأداء في الشخصية الواحدة، وهذا هو سر نجاحه.