في هجمةٍ شرسةٍ للمستوطنين مدعومة من الجيش الإسرائيلي استهدفت مناطق متفرقة من الاراضي الفلسطينية المحتلة، حاول مستوطنون إسرائيليون أمس، إحراق سيارات فلسطينية بعد ان احرقوا نحو 400 شجرة زيتون معمّرة في شمال الضفة الغربية، وقاموا بكتابة عبارات مسيئة على جدران منازل في سنجل قضاء رام الله. وقال المواطن «رياض الخليلي» من قرية سينجل: «لقد وجدت شعارات مسيئة على جدران منزلي، وعندما حاولت الصعود إلى سيارتي، لاحظت وجود صناديق تحتوي على مواد مشتعلة تحت سيارتي، وإلى جانبها عدد من الزجاجات البلاستيكية الفارغة». وتابع: «سيارتي كانت متوقفة على بعد نصف متر من منزلي الذي يعيش فيه سبعة أشخاص، وعلى بعد مترين عن أنبوبي غاز كبيرين وعدد كبير من الأدوات الكهربائية». يُذكر أنه بداية الانتفاضة الثانية وسكان قرية سينجل ممنوعون من الوصول إلى أراضيهم الزراعية أو مناطق الرعي التابعة لهم، سواء بسبب الحواجز العسكرية التي يقيمها الجيش الإسرائيلي أو بسبب تعرض المستوطنين لهم ومهاجمتهم، إلا أنه وبعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات بين سكان القرية والجيش، اتفقوا على أنه بإمكان المزارعين العودة لمزارعهم واستصلاح ألف دونم من أراضيهم، مع بداية شهر يوليو الماضي، ولكن المستوطنين واصلوا تعرضهم للمزارعين ومنعهم من الوصول لأراضيهم. كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني امس النقاب عن ان عدد المستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة بلغ 536,932 مستوطنًا في نهاية العام 2011، مقارنة ب 523,939 في نهاية العام 2010، أي بنسبة نمو مقدارها 1.3%. وقال أيوب سويد رئيس بلدية سنجل ان عددًا من المستوطنين من البؤرة الاستيطانية جيفعات ارائيل حاولوا تفجير سيارة لأحد المواطنين بعد اقتحام منزله الكائن في اول القرية من خلال زرع عبوة تحتوي على مادتي البنزين والكبريت تحت السيارة، مضيفًا: «لولا القدر لانفجرت السيارة داخل المنزل واحدثت كارثة كبيرة». وناشد سويد الجهات المختصة التدخّل لوقف اعتداءات المستوطنين المتكررة، متهمًا قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتواطؤ مع المستوطنين من خلال شن عمليات مداهمة على منازل المواطنين بالقرية. وكشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني امس النقاب عن ان عدد المستوطنين في الضفة الغربيةالمحتلة بلغ 536,932 مستوطنًا في نهاية العام 2011، مقارنة ب 523,939 في نهاية العام 2010، أي بنسبة نمو مقدارها 1.3%. وأشار الإحصاء في بيان صحفي امس إلى أن عدد المستوطنين في الضفة قد تضاعف أكثر من 40 مرة خلال السنوات 1972– 2011. وذكر أن عدد المستوطنات بالضفة في نهاية 2011 بلغ 144 مستوطنة، وكان أكثرها في محافظة القدس بواقع 26 مستوطنة، منها 16 تمّ ضمها إلى «إسرائيل»، ثم محافظة رام الله والبيرة، حيث يوجد فيها 24 مستوطنة.وبيّن أن معظم المستوطنين يتركّزون في محافظة القدس بنسبة حوالي 50% من مجموع المستوطنين في الضفة بواقع 267,643 مستوطنًا، منهم 199,647 في القدس J1 (ذلك الجزء من القدس الذي ضمّته إسرائيل عُنوة بُعيد احتلالها الضفة عام 1967). يلي ذلك عدد المستوطنين في محافظة رام الله والبيرة بواقع 100,501 ، و59,414 مستوطنًا في محافظة بيت لحم، و34,946 في محافظة سلفيت، في حين أن أقل المحافظات من حيث عدد المستوطنين فهي محافظة طوباس بواقع 1,489 مستوطنًا. إنزال جوي بطوباس وحواجز طيارة بالخليل من ناحية ثانية وفي تدريبات مكثفة يجريها جيش الاحتلال نفذت امس قوات خاصة إسرائيلية عملية إنزال جوي في منطقة طوباس شمال الضفة الغربية. وقال شهود عيان إن طائرة عمودية نفذت إنزالًا جويًا في سهل بلدة عقابا بطوباس، وأجرت مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، مخلفةً خسائر مادية لأصحاب الأراضي، حيث عادة ما تجري قوات الاحتلال مناوراتها في مناطق محافظة طوباس. وتزامن ذلك مع تنفيذ قوات الاحتلال عمليات دهم وتفتيش فجرًا لعددٍ من الأحياء والبلدات بمحافظة الخليل جنوب بالضفة الغربيةالمحتلة، فيما أقامت عددًا من الحواجز العسكرية المفاجئة «الطيارة»، وأزالتها بعد انتهاء مهامها. وقالت مصادر امنية فلسطينية إن دوريات الاحتلال داهمت فجرًا عددًا من أحياء مدينة الخليل، من بينها منطقة باب الزاوية، رأس الجورة، فرش الهوى، وأقامت عددًا من الحواجز العسكرية المفاجئة. كما داهمت بلدات دورا، يطا، بيت أمر، بلدة السموع، بعدّة دوريات عسكرية أخرى، ونشرت عددًا من الحواجز العسكرية على مفترقات رئيسة. وخلال الحملة التي شملت شمال وجنوب الضفة اغلقت جرافات الاحتلال صباح امس الخميس طريقًا زراعيًا في منطقة المخرور غرب بيت جالا في محافظة بيت لحم وقامت بالتعاون مع الجيش بتنفيذ عملية تدريب على الرماية والاقتحامات. علمًا بأنه ليست المرة الاولى التي تقوم فيها قوات الاحتلال باقتحام المنطقة فقد اقتحمتها قبل اكثر من شهر ودمّرت اعمدة الكهرباء واغلقت طرقًا زراعية وهدمت احد المطاعم وبيوتًا زراعية في تلك المنطقة المستهدفة استيطانيًا لقربها من مستوطنة «جيلو» وتجمع «جوش عتصيون» ومستوطنة «بيتار عيليت» جنوب بيت لحم. وأفادت مؤسسة التضامن لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال قتلت خلال شهر تموز (يوليو) الماضي أربعة مواطنين فلسطينيين، واعتقلت ما يزيد على 250 مواطنًا من كافة أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة. وأوضح المحامي والباحث القانوني في المؤسسة أحمد طوباسي، أن الاحتلال قتل ثلاثة مواطنين من قطاع غزة ومواطنًا آخر من مدينة رام الله، مشيرًا إلى أن الشهداء هم: محمود محمد الهيقي (27 عامًا) من حي الزيتون، وياسر عبدالله الفار (28 عامًا) من مخيم الشاطئ، وجهاد خميس أبو شلوف (22 عامًا). أما في الضفة الغربية، فقد استشهد المواطن أكرم بديع بدر (46 عامًا) من قرية بيتللو المجاورة لمدينة رام الله، عندما فتح جنود الاحتلال النار على سيارة تقل عمالًا فلسطينيين على حاجز الزعيم شرق القدس. وبيّن طوباسي أن سلطات الاحتلال واصلت حملاتها الاعتقالية خلال الشهر الماضي، حيث اعتقلت أكثر من 250 مواطنًا من بينهم عشرات الأطفال والنساء والعديد من الأسرى المحررين ممن أمضوا في السجون أعوامًا عديدة، بالإضافة إلى طلبة المدارس والجامعات والعمال. فقد اعتقلت قوات الاحتلال خلال مداهماتها مدن الضفة الغربية 44 طفلًا فلسطينيًّا تقل أعمارهم عن 18 عامًا، وسيدتين، هما: وفاء شماسنة، التي اعتقلت من منزلها في مدينة قلقيلية، وهي زوجة الأسير أحمد عطية، الذي اعتقلته سلطات الاحتلال في العاشر من الشهر الماضي، وكذلك المواطنة هديل طلال أبو تركي من مدينة الخليل. وشدّد على ضرورة الوقوف ضد التصفية وقتل الأبرياء وسياسة الاعتقالات التي ينتهجها الاحتلال في الأراضي الفلسطينية والتي تتنافى وكافة القوانين والأعراف الدولية خاصة تلك التي تطال الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن وطلبة المدارس والجامعات والعمال الباحثين عن لقمة العيش.