حتى هذه اللحظة، من السابق لأوانه تقييم النتائج المتوقعة لبرنامج "حافز"، ولكن ما أخشاه حقيقة، أن يعزز البرنامج من البطالة في المجتمع السعودي، ونجد أنفسنا في نهاية الأمر، نقبع في المربع الأول، دون أن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام. لا أشك لحظة واحدة أن وزارة العمل عندما وضعت البرنامج، كانت أهدافها نبيلة ومثالية، إذ حفزت الشباب على العمل، والانخراط في أي وظائف، ولكن يجب أن نعترف أن للبرنامج ثغرات عميقة لابد من علاجها اليوم قبل الغد. قبل أيام قليلة ، أعلن صندوق الموارد البشرية عن تخفيض إعانة غير الجادين في "حافز" بنحو 200 ريال، وحدد الصندوق ثلاثة أسباب، كفيل أحدها بتطبيق التخفيض، وهي عدم تسجيل المستفيد الدخول إلى موقع حافز الإلكتروني مرّة واحدة على الأقل كل سبعة أيام، وعدم حضوره المواعيد والمقابلات الشخصية دون عذر مقبول. علينا أن نتذكر أن ميزانية «حافز» كبيرة، وتكلف خزينة الدولة الكثير نحو 36 مليار ريال، ومن هنا، لابد أن يكون العائد منها محسوساً في إحداث تقليص لأعداد العاطلين، مع ملاحظة حالات التسرب الوظيفي لآلاف الشباب من أعمالهم، بسبب أو لآخر، مما يعني خسارة الأموال التي أنفقت على تدريب هؤلاء الشباب وتأهيلهم لسوق العمل. وفي حال عدم حضوره أو عدم إكماله بنجاح دورة تأهيلية أو تدريبية دون عذر مقبول أيضا، وهي أسباب أرى أن تحقيقها من عدمه، ليس دليلاً أكيدا على جدية المستفيد، وحرصه على إيجاد عمل والانخراط فيه، فلن يخسر الشاب المستهتر شيئاً أن دخل موقع البرنامج مرة أو مرتين كل أسبوع، ولن يكون حضوره الدورات التدريبية، والنجاح فيها من أجل المحافظة على الإعانة دون انتقاص، معضلا عليه، لنسأل مرة أخرى عن جدوى إعانات حافز؟. علينا أن نتذكر أن ميزانية "حافز" كبيرة، وتكلف خزينة الدولة الكثير نحو 36 مليار ريال، ومن هنا، لابد أن يكون العائد منها محسوساً في إحداث تقليص لأعداد العاطلين، مع ملاحظة حالات التسرب الوظيفي لآلاف الشباب من أعمالهم، بسبب أو لآخر، مما يعني خسارة الأموال التي أنفقت على تدريب هؤلاء الشباب وتأهيلهم لسوق العمل. أعيد وأكرر ما سبق أن حذرت منه في هذا المكان، بأن يستغل بعض الشباب مزايا حافز المالية، ويحصلون عليها، ولا يتفاعلون مع بقية أهدافه العامة، مما يجعلنا نراجع بنود البرنامج من أولها، وتعديل ما يمكن تعديله، للقضاء على ثغرات البرنامج، الذي تكفي ميزانيته، لبناء مدينة صناعية كبيرة، تحتوي جميع العاطلين لدينا، وتوفر لهم وظائف، فهذا أفضل من صرف إعانات لشباب يجلسون في منازلهم، لا نعرف شيئاً عنهم. [email protected]