يقدم الفنان التشكيلي السوري عايش طحيمر ستين عملا فنيا تمثل خلاصة تجربته الفنية في معرضه الشخصي ال16، الذي ينظم في جدة نهاية الشهر الجاري. ويقام المعرض في المركز السعودي للفنون التشكيلية بعنوان «من تجربتي الفنية». من أعمال الفنان عايش طحيمر وقال الفنان عايش طحيمر ل(اليوم): «معرضي هذا ما هو إلا تقديم لتجربة سنوات خلت من مسيرتي الفنية، مررت بها بعدة مراحل وقدمت عدة أساليب مختلفة ومتنوعة من حيث الشكل والمضمون والتقنية». وأضاف: «كانت التقنية التي أعمل عليها تأخذ حيزا واهتماما بالغا لما لها من دور فعال في ضبط إيقاع اللوحة الفنية مما يعطيها صبغة شخصية مميزة ومستقلة.. التقنية في أساليبي كانت تأخذ الكثير من الجهد والبحث الدؤوب ويتم اعتمادها بعد أن تمر بعدة تجارب حتى أقتنع بها ومن ثم أقدمها للجمهور». أستغرب من إعلامنا العربي، أنه يسلط الضوء الحار جدا على فنان من الفنون الأخرى مثل الغناء أو التمثيل أو الرقص، وكأنه مبدع عصره وزمانه وأوضح أنه كان دائما يبحث عن التميز والتجديد، مبتعدا عن أي تقليد طمعا بالتفرد والتميز ليقدم شخصية فنية مستقلة لها سيماتها ومميزاتها. وذكر ان هذا البحث لم يكن سهلا لأنه يحتاج لكثير من عناء البحث والتجارب ومزيدا من الثقافة الفنية والبصرية حتى يمتلئ لديه المخزون الفني الذي يحتاجه لتقديم أسلوب ما. وقال: «لذلك جاءت هذه النصوص البصرية متنوعة حسب الأساليب التي اتبعتها، فلكل أسلوب ألوانه الخاصة التي تتماشى معه، محاولا بكل جهدي ألا أكون أسيرا لألوان محددة أعمل عليها، فالألوان خلقت من الباري عز وجل لنتعامل بها ومعها». وعن اللوحة وماذا تعني له كفنان، قال طحيمر: «هي ذلك المعبد الإبداعي الذي طالما أتجه إليه لأمارس به طقوس إبداعاتي وشجوني، فهي بالمعنى كيان قائم بذاته له أسسه وقواعده، فلابد لي أن أتعامل مع اللوحة على هذا الأساس، لأن بداخل هذا الكيان المساحة البيضاء، وبها يتضح الفضاء الإبداعي لتطرح عليه كل ما خططت وفكرت به لتنشره على هذه المساحة فيضا من الإبداع». وحول رؤيته لرسالة الفنان التشكيلي في مجتمعاتنا العربية، قال: «بالمبدأ أن رسالة الفنان نبيلة، فهو صاحب رسالة وصانع حضارات». وأضاف: إن للفنان دورا هاما لأن الفن كان وما زال واجهة ومرآة أي حضارة، ودائما يقاس تقدم الأمم من خلال تقدم فنونها، «من هنا يتوجب علينا أن نهتم بالفنان ونعطيه دوره الصحيح في بناء المجتمع والحضارة كرمز من رموز الثقافة المشعة والتعزيز»، موضحا أن ذلك يكون بالتشجيع وبتبني فنه وتقديمه، معنويا أو ماديا. وقال: «أستغرب من إعلامنا العربي، أنه يسلط الضوء الحار جدا على فنان من الفنون الأخرى مثل الغناء أو التمثيل أو الرقص، وكأنه مبدع عصره وزمانه، ويتناسى هذا الإعلام أن هناك إبداعا أو تميّزا عند هذا الفنان المحتفى به وسرعان ما يخبو ويخفت بريق شهرته أو حتى يتلاشى مع تقدم عمره. بينما الفنان التشكيلي هو حاضر دائما بالعطاء والإبداع». مؤكدا أن علينا عدم نسيان أن الحضارات السابقة تم دراستها وفهمها من خلال الفن التشكيلي الذي قدم آنذاك وليس من خلال المطربين وغيرهم.