[جمعية النشر.. و«نخوة» لوزير الإعلام ..!] أعلنت وزارة الثقافة والإعلام، يوم الأربعاء لائحة «جمعية الإعلام الالكتروني»، والمفروض أن يكون الاسم «جمعية النشر الالكتروني» وليس الإعلام الالكتروني، لأن الإعلام الإلكتروني هو المتخصص بأخبار التقنية والالكترونيات. مثل «الإعلام الطبي» متخصص بأخبار الطب و«الإعلام البيئي» متخصص بأخبار البيئة، ويبدو أن المقصود تحديداً هو النشر بوسائل الكترونية. والأصح أن يكون اسم الجمعية «جمعية النشر في مواقع الانترنت». لأن النشر بوسائل الكترونية يشمل أيضاً النشر في وسائل التواص الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك والجوالات باعتبارها وسائل اتصال جماهيري. وأي كان المعنى والمقصود، فإن هذه الجمعية تتحمل مسئولية ثقيلة عجزت عن الوفاء بها الصحف الورقية ومواقع الصحف في الانترنت في طول العالم وعرضه، فعلى الرغم من الصحافة قد بنت مثلها وأخلاقياتها في قرون عديدة. فإن صحفاً كثيرة، وبالذات في عالمنا العربي، لا يمكن وصفها إلا أنها «مجازر» للأخلاقيات المهنية. والمهمة الثالثة في أهداف الجمعية الوليدة تقضي ب«وضع معايير وأسس لأخلاقيات العمل الإعلامي (ميثاق شرف للإعلاميين) في مجال النشر والإعلام الإلكتروني». وهنا مربط الفرس وخيول «ينازعن الأعنة مصغيات» (كما يقول كعب). وهذه ورب الكعبة، أثقل مهمة ستتجشمها الجمعية، لأن مصلحين قد أفنوا أعمارهم، في سبيل التنوير بأخلاقيات النشر، وهلكوا وفي نفوسهم غصة. أما في العالم العربي فإن مواثيق النشر الإعلامي ليست إلا «زينة» و«رفاهية بلاغية» و«ديكورات» لا مناهج العمل في الصحف ودور النشر العربية، ليست إلا «نسخاً ولصقاً» من مناهج صحف عالمية عريقة، وبعد النسخ واللصق، تهمل أما لأنها مجرد «غفرة هم» أو نظراً لقصور العبقرية المهنية في بلوغ هذه النورانيات، بسبب الجهل المهني العميم الذي يتغايم، مع الأسف، في مخيخات أغلب الصحفيين والناشرين العرب. ونصيحة للجميعة: ألا تدخل في هذا «الموال» (كما يقول عتريس المنلاوي نادل أحد المسلسلات العربية الممتدة). ونصيحة للجميعة: ألا تدخل في هذا «الموال» (كما يقول عتريس المنلاوي نادل أحد المسلسلات العربية الممتدة). لأن هذا الموضوع حقل ألغام ووديان أشواك وعقبات ومفاوز و«بيد من دونها بيد» (كما يقول المتنبي).لأن هذا الموضوع حقل ألغام ووديان أشواك وعقبات ومفاوز و«بيد من دونها بيد» (كما يقول المتنبي). ويتطلب سهراً طويلاً ومكافحة جهيدة للجهل المهني بكل أنواعة و«مشهياته» ومغرياته وأبطاله «المتوجون» الذين أصبحوا نجوم إعلام «غصبا عن أم الاخلاقيات المهنية وأبيها). وقد كتب العرب عدة مواثيق للشرف الإعلامي، لا يتذكر الإعلاميون العرب منها أية جملة. ولم يهتموا بها، فضلاً عن التفكير بتطبيقها. وهذا الفراغ في الأخلاقيات المهنية في عالم النشر، يتطلب من وزارة الثقافة والإعلام وقفة حازمة لازمة، لتبديد الجهل وإرساء ثقافة الأخلاقيات المهنية في كل ما ينشر في وسائل الإعلام الجماهيري، بما في ذلك تلك الآراء التي يتم تسطيرها في تويتر بلا أدنى فهم لمسئوليات النشر وحدوده ومتطلباته وأخلاقياته. وتر وحيداً.. تنهب خطاه وديان العروق.. وتغرز قدماه في جهام الدهناء الكثيف.. وحيداً يشدو لإشراقة خصل الشمس إذ تنهض من ثاج.. ويتوضأ بضحاها إذ يفيء بخمائل العوشز وتلاع العرمة. [email protected]