تترقب المملكة عودة قائدها ورمزها إلى أرض الوطن سالما من كل سوء, وهي العودة التي طالما انتظرها المواطنون بشوق تعبيرا عن عمق العلاقة بين القائد وشعبه خصوصا أن المملكة طوال تاريخها المجيد تميزت عن غيرها من البلدان بإلغاء الحواجز بين الشعب وقيادته حيث أصبح هذا القرب مثارا للإعجاب من قبل المراقبين الدوليين نظرا لمقدرة المواطن في المملكة على بث شكواه ورفع مظالمه إلى ملكه دون أبواب تحول وتمنع التواصل مما أضفى المصداقية ورفع التكلفة ودون الوقوع في شراك النفاق والتملق المجاني الذي رأيناه كثيرا لدى بلدان سدت الأبواب بين مواطنيها وبين حكامها مما باعد المسافة وزرعها بالأشواك الكثيرة. في المملكة عودنا الملك عبدالعزيز المؤسس وصولا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ان الاستماع إلى مشاعر المواطن وتحسس آلامه هو الجسر الحديدي والقواعد الصلبة التي تقوم عليها الأوطان في انسجامها مع مصالحها وتاريخها وهذا التواصل الخلاق هو الذي عصم المملكة من التقلبات والخضات السياسية والاجتماعية. كلنا نعرف ان خادم الحرمين الشريفين هو الزعيم العربي الأول الذي طرح مشروعا للإصلاح على شعبه ضمن منظومة تشريعية واقتصادية وشبكة أمان اجتماعي وكذلك طرح مفاهيم متقدمة مثل التسامح وثقافة التعدد وقبول التنوع ويكفي المملكة فخرا ان الملك عبدالله هو أول زعيم عربي طرح مفاهيم للحوار الوطني اشترك فيه الوطن بأطيافه المتعددة وفئاته الاجتماعية والفكرية تحت سقف واحد لتلمس قاعدة من المفاهيم والمصالح العليا يتم الاتفاق عليها بين فئات الشعب لتكون منهاجا لمسيرة التطور وهو ما أعطى مثالا حيويا لقدرة الحاكم والزعيم على فهم متطلبات شعبه وتحقيقها على أرض الواقع دون مزايدات إعلامية أو سياسية مما ألف بين القلوب وجعلها تخفق حبا لنظامها وقائدها ورمزها الحي والذي في كل خطواته لم يراهن سوى على شعبه الذي اطمأن إلى حكمة قائده وبادله الحب بالوفاء معطيا للمواطن السعودي فخرا كبيرا بين الشعوب والدول. لاشك أن الشعب السعودي ينتظر عودة ملكه ليقدم له بعضا من الوفاء إدراكا منه ان قائدا كبيرا مثل الملك عبدالله لا يجسد في رمزيته فقط الزعامة السياسية إنما أيضا الأبوة الحانية الكبيرة التي تفيض بالإنسانية على المواطنين صغيرهم قبل كبيرهم وشبابهم قبل شيوخهم إنها اللغة الحية التي تسري في عروق الوطن لتروي المشاعر الفياضة في حب ملكهم ورمزهم الكبير.