كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التي قالها يوم أمس في قصر السلام للأمراء وضباط الحرس الملكي ومواطنين من مكة والمدينة المنورة الذين جاءوا ليجدّدوا له البيعة.. لا شك في انها كلمة تختصر فلسفة القائد الكبير في التعامل مع شعبه ووطنه، فالكلمات المؤثرة التي تتميّز بالثقة في النفس وفي الوطن وفي الشعب لهي اكبر دليل على سلامة النهج الذي يسير عليه خادم الحرمين الشريفين للوصول إلى قلب كل مواطن ولتأمين مصالح شعبه ووطنه. ندرك جميعاً ان ملكاً بحجم عبدالله بن عبدالعزيز لا ينام إلا وهو مطمئن على أحوال بلده المتسع الارجاء.. فكل مدينة وقرية هي في صميم قلبه يتفاعل مع احوال مواطنيه بروح القائد المسئول والاب الحاني والحازم الذي لا يرتضي أي قصور في احتياجات المواطن ولا في خدمات المدن والقرى وهي من الخصال النادرة التي قد لا تتوافر في الكثير من الزعماء لكنها ميزة لملك عزم على ان يقود وطنه الى المستقبل دون تردد وان يكون مسئولاً عن هموم شعبه، حيث ما يفرحهم يفرحه ويدخل الى قلبه السرور، وما يؤلمهم يؤلمه شخصياً، وهو كثيراً ما يحث الامراء في المناطق والوزراء على التفاعل مع مشاكل المواطنين وحلها وعدم التهاون في حقوقهم. يعرف العالم أجمع أن المملكة وشعبها الكبير هم في التحام دائم مع قيادتهم، وهم أوفياء لقائدهم ورمزهم الساهر على أحوالهم، لذلك اصبح الحب عنواناً كبيراً ودرساً عظيماً للقيادة والشعب.. وقد اثبت هذا الحب ديمومته ولم ينقطع هذا النهر المتدفق من الحب والايام اثبتت سريرة الشعب ووفاءهم لملكهم، وصمد هذا الحب في وجه الخضّات والازمات المحيطة بنا واثبت لأعداء المملكة كم هي عرى التلاحم التي لا تنفصم. تعوّدنا في عهده الميمون ان يتحدث إلينا بصدق وشفافية دون مجاملة انما حديث القلب الى القلب حتى ان العالم يحسدنا على بساطة العلاقة بين القائد وشعبه والتي وضعتنا في دائرة الطمأنينة والحسد من قبل الدول والمجتمعات الأخرى. ملك بحجم عبدالله بن عبدالعزيز قادر على تنفيذ وعوده، والوفاء بالالتزامات التي أعلنها على الملأ بقيادة المملكة الى واحة الطمأنينة والرخاء، لهو درس بليغ على الانظمة الاخرى ان تتعلمه في صياغة علاقتها مع شعوبها، وان تستلهم تجربة المملكة في الحكم الرشيد الصالح غير المستبد، المراعي لحقوق شعبه، والعابر بهم إلى سلم الرقي والمجد. إننا كشعب سعودي نعاهد خادم الحرمين الشريفين على أن نكون اوفياء له، وأن نصون مجتمعنا وإنجازاتنا وان نحافظ على وطننا ومليكه وان نمضي معا شعباً وقيادة الى المستقبل دون تردد حاملين حب ملكنا ووطننا في قلوبنا، رافعين راية التوحيد الخفاقة.