تجسد الصالونات الثقافية العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص حالة من الحراك الثقافي والاجتماعي الذي ينهض بهذا الحقل من خلال تواصل أجياله عن طريق الاستماع والمناقشة والسجالات التي تبرز جوانب خفية لكل المنتمين الجدد لهذا الصرح الذي لم يعطه المجتمع الإعلامي حقه .. بل مارس ضده الاضطهاد والتجاهل عبر وسائله الإعلامية المختلفة..!! تلك السطور بعيدة عن الرياضة بعد الأرض عن السماء .. لكن ما دعاني للتطرق لها .. هي أننا في مجتمعنا الرياضي نفتقد لتلك الصالونات التي يتواصل فيها الأجيال .. وأعني بذلك أجيال حملة القلم والمهتمين بالإعلام الرياضي المرئي والمقروء والمسموع .. مما جعل البون شاسعا بين صحافة زمان وصحافة الأجيال المتعاقبة لها في هذا الحقل المتهم دائما بالأمية .. وأجزم أن غياب الصالونات الرياضية هي أحد العوامل الرئيسة في توسع الهوة بين قلم الماضي والحاضر ..خصوصا كُتّاب الأعمدة الذين أصبحوا عملة نادرة في الوقت الراهن ..!! هناك صالونات ثقافية وأدبية شهيرة في جميع مناطق المملكة .. لكنني أتحدى أن تكون هناك مجلس أو ديوانية أو صالون رياضي شهير .. يتذكره الناس والمجتمع باستثناء مجلس عبد الرحمن بن سعيد " رحمه الله " .. الذي كان يضم الإعلامي الرياضي .. والمدرب الرياضي .. والرئيس الرياضي .. والعضو الرياضي..!! كل من زار ذلك " الصالون " خرج بمعلومات وثيرة جدا .. ومن داوم عليه خرج بتجربة واسعة الخيال ..!! نعم الصالونات الرياضية .. أصبحت مطلبا لشحذ الهمم .. وترسيخ الفكر الناضج .. وتقدم المجتمع .. وفرزا صحيحا للكفاءات والقدرات .. حتى لا نستسلم لقاعدة " الجمهور عاوز كده " هو مجلس واحد .. ولم يحظ لا بالتقدير المستحق له ولا حتى بإشارات إعلامية ولو قصيرة تنوه بدوره الكبير في خدمة الرياضة والرياضيين .. مما يجعلنا نقطع الشك باليقين .. بأن هذا اللون من الثقافة الرياضية لم يتأصل بعد حتى في نفوس وعقول المثقفين في هذا الحقل ..!! كما نحن بحاجة إلى انتفاضة حقيقية يقوم بها أهل الفكر والمعرفة في الحقل الرياضي .. لتبني صالونات رياضية تربط الماضي بالحاضر .. وتغذي فكر الجيل الحالي لمستقبل أفضل للإعلام الرياضي .. لأن الجميع بات يعترف أن صحافة زمان التي خرجت تركي السديري وخالد المالك وهاشم عبده هاشم ومحمد الوعيل وغيرهم الكثير كرؤساء تحرير من محطة الرياضة ومن أزقتها وثقافتها ومعرفتها ونجوميتها .. باتت في الوقت الراهن تترنح .. حتى أن كثيرا من الأسماء تأتي وترحل في بلاط صاحبة الجلالة .. دون أن تترك لها بصمة .. مما جعل الآخرين يرفعون الصوت .. وبكل استخفاف .. ليقولوا إن الصحافة الرياضية مهنة من لا مهنة له..!! نعم الصالونات الرياضية .. أصبحت مطلبا لشحذ الهمم .. وترسيخ الفكر الناضج .. وتقدم المجتمع .. وفرزا صحيحا للكفاءات والقدرات .. حتى لا نستسلم لقاعدة " الجمهور عاوز كده " هناك شخصيات كبيرة في كل المناطق تستطيع القيام بهذا المشروع الضخم .. وأقصد بالضخم الموروث المعلوماتي والثقافي في حقل الرياضة لتلك الشخصيات .. في الشرقية مثلا عبد الله فرج الصقر الذي عايش الرياضة السعودية وهي تحبو .. وفي العاصمة العشرات وعلى مختلف الميول .. وكذلك الحال في جدة .. وفي مكة الكثير والكثير .. وباقي المناطق يملكون نفس المزايا .. والسؤال قبل الختام .. متى نرى هذا الحلم يتحقق ؟!