تشّكل عمليات الولادة الطبيعية أو القيصيرية هاجساً كبيراً لكل زوجة طيلة تسعة شهور من فترة حملها, كما يشاركها الزوج لحظات مليئة بالترقب والشوق, ممزوجة بالخوف والقلق, في انتظار نتيجة الحمل والآمال المعقودة بسلامة الأم وجنينها. ولكن أكثر ما يعكّر صفو تلك الأجواء الأخطاء الطبية المصاحبة لعمليات الولادة وتردد الفريق المعالج في اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب, وهو ما حصل في عدة حالات مؤخراً, ومن بينها قضية التوأم واحدة توفيت والأخرى الطفلة أمل (أربعة أعوام), التي تشكو من تلف خلايا الدماغ, مما أدى إلى تعطّل بعض وظائف الجسم مثل الحركة والنظر والوعي والبلع وعملية الشد في الأطراف, وكان السؤال الذي يفرض نفسه هل الخطأ الطبي سبباً في حدوث ذلك؟. حسين علي عطران (والد أمل) أجاب قائلاً «الطبيبة التي أجرت عملية الولادة كان يجب عليها إجراء عملية قيصرية وليس توليداً طبيعياً, وأن تسحب السائل من رئتي الجنين لكي يتنفس بشكل طبيعي لعدم تلف خلايا الدماغ, وكان هذا هو السبب الرئيسي, أنها أهملت الجنين الأول لتخرج الجنين الثاني وحصل ما حصل, والحمد لله على ما رزقني». بداية المعاناة ورداً على السؤال حول بداية فصول المعاناة الصحية قال عطران «أنا من سكان مدينة الدمام وتزوجت وكنت انتظر أولادي بفارغ الصبر, والحمد لله والمنة, جاء ذلك اليوم الذي طالما انتظرته وبلغت بحمل زوجتي وكانت الفرحة الكبرى أيضاً عندما علمت بأنني سأرزق بتوأم عندما كانت زوجتي في الشهر الثالث، وكأي زوج فأنا حريص على أن تكون متابعة زوجتي بالمستشفى بانتظام وكانت جميع الكشوف تبين صحة الأجنة وعندما قاربت زوجتي على الشهر التاسع سافرت بها إلى المنطقة الجنوبية بنجران, لكي تكون بالقرب من أهلها للعناية بها, لعدم وجود أقارب لنا في المنطقة الشرقية وكنت انتظر يوم ولادتها على أحر من الجمر, وفي أحد الأيام وردني اتصال من والد زوجتي يخبرني بأن زوجتي في المستشفى (مستشفى خاص تحتفظ «اليوم» باسمه) وإنها رزقت بابنتان إحداهما لديها تشوهات (أمل) والأخرى توفيت وكان الخبر كالصاعقة, ولكن اللهم لك الحمد واللهم لا إعتراض». وأضاف والد أمل «توجهت إلى نجران في نفس اليوم لأرى طبيعة التشوهات، وأسبابها, وعندما وصلت وجدت زوجتي في مستشفى وابنتي في مستشفى آخر حكومي لعدم توفر حضانة أطفال في نفس المستشفى الخاص الذي ولدت فيه, توجهت إلى ابنتي وفوجئت بأن المستشفى لا يعرف ما حلّ بها, هل هو نزيف أو مصابة بالقلب أو أي شيء آخر؟, وذلك لعدم توفر الأجهزة للفحص على دماغ وقلب الأطفال, وكانت ابنتي ترقد في العناية المركزة للأطفال». أن الأطباء أشاروا الى علاج ابنتي أمل يجب أن يكون علاجاً طبيعياً مكثفاً جداً لكي لا تتصلب الأطراف, ومنذ ذلك الوقت وأنا وزوجتي نعالج أمل في البيت من خلال إحضار أخصائية علاج طبيعي خارج أوقات دوامها لكي تعالج أمل, وحتى لا يتم إهمالها. إخلاء طبي وأوضح عطران أن محاولاته لنقل ابنته إلى مستشفى أكثر كفاءة تكللت بالنجاح, بعدما توجه والده إلى إمارة منطقة نجران واتصل بقسم البرقيات وطلب إخلاء طبي إلى مستشفى الظهران بالمنطقة الشرقية, مضيفاً بقوله «كان هناك تجاوباً بعد إرسال التقارير الطبية إلى الجهات المختصة وبعد يومين تم نقل ابنتي بالإخلاء الطبي إلى مستشفى الظهران بعد أن عانت في مستشفى نجران 21 يوماً, وكانت نتائج الفحوص الطبية في مستشفى الظهران أن لدى ابنتي تلف في خلايا الدماغ مما أدى إلى تلف بعض وظائف الجسم مثل الحركة والنظر والوعي والبلع وعملية الشد في الأطراف وثقوب في القلب, وأجريت لها بعد ذلك مراجعات عديدة ومستمرة إلى الآن في أقسام عديدة منها قسم المخ والأعصاب والعظام والعيون والجهاز الهضمي والعلاج الطبيعي والعلاج الوظيفي والطب العام». علاج خاص وجواباً على السؤال قال «أنا أعاني في هذه الفترة, حيث أن الأطباء أشاروا بأن علاج ابنتي أمل يجب أن يكون علاجاً طبيعياً مكثفاً جداً لكي لا تتصلب الأطراف, ومنذ ذلك الوقت وأنا وزوجتي نعالج أمل في البيت من خلال إحضار أخصائية علاج طبيعي خارج أوقات دوامها لكي تعالج أمل, وحتى لا يتم إهمالها، حيث أن المستشفى الذي تتعالج فيه حالياً يعالجها من فترة إلى أخرى كعلاج طبيعي, طبقاً لأنظمته في أن المريض في مثل حالة ابنتي يعالج مرة واحدة كل شهر, والمتبقي يرتكز على الأم والأب».