كثرت التصنيفات التي يصنف على أساسها البشر بعضهم البعض هذه الأيام، فهنالك تصنيفات سياسية، والأخرى مهنية، والثالثة تعليمية، وأخيراً وجدت التصنيفات الرياضية مكاناً لها بيننا، هذه التصنيفات بدأت تنتشر في الوسط الرياضي السعودي كالنار في الهشيم. الإعلاميون الرياضيون والنقاد ليسوا بمنأى عن ذلك، بل ان صحة ما يقولون أو ينتقدون تقاس بحسب ميولهم (لدى بعض الجماهير)، هل يعقل أن يتم تقبل رأي الشخص بناء على ميوله الرياضية، فلا يقبل من النصراوي أن ينتقد الهلال، أو الاتحادي أن ينتقد الأهلي، أو يناقش خطة عمل مدرب الفريق المنافس، وأصبحنا ننظر للأمور من خلال منظور ضيق جداً. فان كان الناقد ذو الميول الهلالية لا يحق له انتقاد النصر والعمل القائم بالنصر، أو خطة المدرب أو حتى يقول رأيه في اللاعب الفلاني لانه من محبي الهلال، فهذه طامة..!! كيف لا وهو ناقد فني دوره أن يقول ما يشاهده في الملعب أو خارجه، بهدف توضيح الأخطاء أو التنبيه لها لتصحيحها، ووسطنا الرياضي يزخر بالكثير من النقاد ذوي الرؤية الفنية تمكنهم من تقيم هذا العمل أو ذاك. للخوف من تأثير ذلك على آرائهم فقد لجأ الكثير من النقاد والعاملين في الوسط الإعلامي الرياضي إلى إخفاء ميولهم وانتماءاتهم، خوفاً من قصر النظر لدى بعض الجماهير والمتابعين، والادهى والأمر أن تجد هذا الفكر لدى بعض الإداريين في الأندية. النادي في هذا الوقت اشد ما يكون لالتفاف محبيه وعشاقه وأعضاء شرفه ولاعبيه السابقين، بتوحدهم ونسيان خلافاتهم السابقة، ليعود فارس نجد إلى منصات التتويج فلا نحكم على ما يقول هذا الناقد بل بما يحتمل أن يكون يهدف إليه من خلال نقده، كل ذنبه أنه يحمل في قلبه الحب للنادي المنافس، حتى وان نطق بما يجول في عقولهم، ولكن سوء النية يطل برأسه مباشرة على السطح. معززين المثل القائل " قل لي من تشجع أقل لك من أنت". فأهم الإعلاميين الرياضيين يغردون بميولهم وعشقهم للأندية الأجنبية، وتدور رحى الحوار بينهم حول هذه الأندية، وبمشاركة متابعيهم بكل روح رياضية لا تخلو من المنطقية. ولكن فور الاقتراب من الخطوط الحمراء (الأندية المحلية) يختلف الحال، تبدأ العقدة تظهر والتشكيك يطغى على الحوار، ووصل الحال ببعضهم إلى تهكير حسابات التواصل الشخصية للنقاد وتهكير المواقع الصحفية الالكترونية..!! خمس دقائق متابعة لأي برنامج رياضي إذاعي أو فضائي -يفتح المجال لرسائل الجماهير- كافة لتؤكد مدى تفشي هذه الظاهرة بين الجمهور الرياضي، فأغلب الأسئلة توجه للمقدم أو المعد "لأنك هلالي..." أو "أنت أهلاوي علشان كذا تنتقد عمل إدارة الاتحاد"!! ويضيع وقت البرنامج والمقدم يؤكد ويقسم أغلظ الأيمان بأنه صادق النية في نقده، وانه لا ينتمي للفريق الفلاني، وانه.... وانه... إلى أن ينتهي وقت الحلقة دون فائدة تذكر!! إلى متى نسمح بانتشار هذا الفكر بيننا؟ ولماذا لا نتقبل الآخر ورأيه فان كان صحيحاً اخذ به، وان كان غير ذلك رد عليه؟! ولماذا لا نتيح الفرصة للأقلام البناءة لطرح أفكارها؟! وان يتم الحكم على الفكرة، وان لا ندخل في نيات الآخرين!!. نعم يوجد في الوسط الإعلامي عدد من الأقلام التي لا تستحق أن يطلق عليها اسم قلم، فالوسط الإعلامي الرياضي كسائر المجالات الأخرى، يوجد به الصالح والطالح. ان نشر الوعي بين الجماهير بضرورة تقبل "الرأي والرأي الآخر"، ثقافة تتيح المجال لتقديم نقد بناء، وتعري من الانتقاد لمجرد الانتقاد، ومن لهم مآرب أخرى...!! فنحن من يسمح لمثل هؤلاء الطالحين من الإعلاميين بنشر مثل هذه الأفكار، ويغذي التعصب الأعمى، حان الوقت لأن نتقبل آراء الآخرين بكل روح رياضية... وأن نقضي على مقولة "أنا نصراوي" و"أنت هلالي". همسة في أذن النصراويين النادي في هذا الوقت اشد ما يكون لالتفاف محبيه وعشاقه وأعضاء شرفه ولاعبيه السابقين، بتوحدهم ونسيان خلافاتهم السابقة، ليعود فارس نجد إلى منصات التتويج، وليعود للكرة السعودية رونقها وحماسها وجماليتها.