كشف الدكتور محمد شتية عضو اللجنة المركزية في حركة «فتح» عضو الوفد الفلسطيني المفاوض النقاب ل» اليوم» عن محتوى الرسالة التي سيسلمها رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع المقبل مؤكداً أنها رسالة تنبيه أخيرة قبل ضياع حل الدولتين . وقال د.شتية في لقاء خاص ب( اليوم ): تضم رسالة القيادة الفلسطينية لإسرائيل ثلاث قضايا مركزية فلسطينية هي: أولاً :نحن وقعنا مع إسرائيل مجموعة من الاتفاقيات ولم تقم إسرائيل بتنفيذها ( الرسالة تشرح مختلف الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية. ثانياً: الرسالة تحذّر من أن حل الدولتين الآن في متناول أيدينا وفي حال تبخّر حل الدولتين سننزلق جميعاً نحو حل الدولة الواحدة . ثالثاً: الرسالة توضّح مختلف المواقف الفلسطينية من جميع القضايا المطروحة بثبات. لا تحرك أمريكيا واستبعد شتية أي تحرك أمريكي في عام الانتخابات ,وقال: إن الإدارة الأمريكية الحالية تريد أن تدير الملف الفلسطيني حتى نهاية العام دون حل وتدفع به نحو إدارة صراع في ظل عملية سياسية حتى ولو لم تجد نفعاً إذ في هذا العام ليس بمقدورها الضغط على الحكومة اليمينية في إسرائيل وهي بحاجة لدعم اليمين الأمريكي واللوبي الصهيوني . وأكد د.شتية أن القيادة الفلسطينية لن تذهب إلى مفاوضات من أجل المفاوضات ,وقال: إنه لابد أن يكون هناك مفاوضات جدية تضع حدا للاستيطان والاحتلال وفق إطار زمني نزيه مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن هناك جهدا أمريكيا حقيقيا وجديا في المستوى المنظور في السنة الانتخابية التي يتخللها الكثير من المزايدات والمجاملات ومنافسة على أصوات اليهود لذلك من المستبعد أن تقدم الولاياتالمتحدة شيئا جديا لعملية السلام في هذا العام . السلام في «كوما» وأكد شتية أن عملية السلام دخلت منذ مدة طويلة في ( كوما ) لأن إسرائيل قبل وبشكل أساس خلال ولاية هذه الحكومة اختارت أن تتوجه إلى منحنيات لا يمكن لها أن توصل إلى السلام وبشكل أساس قضية الاستيطان الذي يمثّل جريمة دولية ، وكذلك الأمر المتعلّق بحصار غزة والتضييق على أهلنا في الضفة الغربية واستمرار سياسة الاعتقالات . وقال د.شتية: إن الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو دمرت كل قواعد السلام ،وقامت بإفشال جهد الرباعية الدولية التي حاولت جاهدة خلق مناخ موات لمسار سياسي ناجح . وتابع: إن الرباعية الدولية وكذلك المجتمع الدولي طالب إسرائيل بوقف الاستيطان ولكن إسرائيل ضربت بكل هذه المطالبات والجهود عرض الحائط . تعميق الاحتلال وأوضح عضو اللجنة المركزية لحركة فتح :» إن إسرائيل تدرك أن هناك فراغاً سياسياً في عام 2012 فالولاياتالمتحدة مشغولة بالانتخابات الداخلية ، والاتحاد الأوروبي مشغول بأزمة اليورو والوضع الاقتصادي غير المستقر في أكثر من دولة أوروبية ، والعالم العربي مشغول بخريف بعض الأنظمة وربيع الشعوب العربية ,مؤكداً أنه في ظل هذا الوضع العربي والدولي اسرائيل تدرك أنها ليست تحت أي ضغط دولي فلا تريد أي تحرك حقيقي ينهي احتلالها للأراضي الفلسطينية بل ماضية في استراتيجيتها القائمة على تعميق الاحتلال ببناء المستوطنات وفرض إجراءات الأمر الواقع التي تمنع قيام دولة فلسطينية مستقبلاً «. وقال :» إن الحكومة الإسرائيلية مؤمنة بالاستيطان وليس بالسلام ،فهذه المرتكزات العربية والدولية دفعت إسرائيل إلى العمل وبقوة دون أي اهتمام للمجتمع الدولي والمواثيق والأعراف الدولية ،فاستمرت بالاستيطان وأفشلت الجهد الدولي وتعمل على إفشال أية محاولة مع تحميل الجانب الفلسطيني مسؤولية ذلك وادعاء بأنها لا تقبل شروطا مسبقة «. وأضاف: إن وقف الاستيطان أحد أهم بنود الاتفاقيات الموقعة ، ولا أعتقد أن هذا المنطق الإسرائيلي ينطلي على أي عاقل في العالم ، خاصة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس جاب العالم واجتمع مع غالبية الدول الذين بدورهم يجمعون على أن الحكومة الإسرائيلية هي التي ترفض وتعرقل المسار السياسي ولا تلتزم بأسس عملية السلام ولم تقد أي شيء في هذا الاتجاه . جدوى الرسالة ورداً على سؤال حول محتوى وجدوى الرسالة التي سيسلمها د.سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني إلى نتنياهو بعد الأعياد اليهودية ما دامت القيادة الفلسطينية تدرك الموقف الإسرائيلي الرافض للسلام والمصرّ على الاستيطان قال د.محمد شتية :» صحيح هي رسالة بغض النظر عن محتواها تؤكد السعي الفلسطيني للسلام وتضم ثلاث قضايا مركزية فلسطينية ، أولاً :نحن وقعنا مع إسرائيل مجموعة من الاتفاقيات ولم تقم إسرائيل بتنفيذها كاملاً وبعض الاتفاقيات التي وقعت قامت إسرائيل بإلغائها ( الرسالة تشرح مختلف الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية ,كما أن الرسالة تحذّر من أن حل الدولتين الآن في متناول أيدينا وفي حال تبخّر حل الدولتين من الواضح أننا سننزلق جميعاً نحو حل الدولة الواحدة ،كما توضح مختلف المواقف الفلسطينية من جميع القضايا المطروحة وبالتالي إذا أرادت إسرائيل أن يكون هناك مسار سياسي ناجح عليها التجاوب مع المطالب الفلسطينية . ووصف الرسالة بأنها للتنبيه فإذا أرادت إسرائيل أن تتعامى عن الواقع السياسي على الأرض فإن مجريات الأحداث تعجّل بإمكانية انهيار إمكانية حل الدولتين عبر البرامج السياسية والاستيطانية التي تتبناها الحكومة الإسرائيلية. لا للعبة المفاوضات وتابع أن الرسالة توضح أن القيادة الفلسطينية لا يمكن لها أن تستمر في هذه اللعبة المسماة لعبة المفاوضات والاستيطان وبالتالي على إسرائيل أن تختار مشيراً إلى أن الخطوات الإسرائيلية تدلل على أن إسرائيل مع استمرار الأمر الواقع . وأكد د.شتية أن القيادة الفلسطينية لن توافق أن تتساوق مع سياسة الأمر الواقع الإسرائيلي وقال :» إن سياسة الأمر الواقع لن نقبل بها ولن نعمل وفقها ، وخاصة أنه يومياً هناك عمل إسرائيلي على الأرض من أجل تغيير الوضع والأمر الواقع لصالح المشروع الإسرائيلي مشيراً إلى أن التغيير الإسرائيلي المستمر باتجاه أمر وحيد وهو جرف إمكانية حل الدولتين والقضاء عليه «. وأضاف: إذا كان حل الدولتين مكسبا مشتركا فإن خسارة حل الدولتين ليس خسارة فلسطينية بل سيكون خسارة إسرائيلية بالدرجة الأولى . ورداً على سؤال حول نتائج اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الأخير قال د.شتية :» إن اللجنة الرباعية ليست جسما متجانسا ، فيها أربعة أطراف منها أطراف تعي حقيقة الأمور وتجاهد من أجلها وهناك أطراف تتعامى عن قضايا ولا تريد رؤيتها بحقيقتها وانعكاساتها الخطيرة «. وشدد على أن الرباعية الدولية هي التي قالت بوضوح في 26 أيلول الماضي إنها تريد خلق مناخ موات للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ومنع الخطوات الاستفزازية ، وعندما سألت السلطة اللجنة الرباعية عن مفهوم الخطوات الاستفزازية والمقصود بهذا التعبير قالت بوضوح: إنه الاستيطان يعتبر عملا استفزازيا «. وقال: إن الرباعية الدولية التي تضم الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة وروسيا والأممالمتحدة لم تستطع أن توقف الاستيطان بقوتها وجهودها ، من هنا تأتي الرباعية الدولية ببيان ينص كسابقة على دعوة الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية إلى العودة لطاولة المفاوضات ، لا أعتقد أن مثل هذا الموقف والقرار مقبول من الاجتماع لأن على هذه اللجنة أن تقيّم ما الذي جرى؟ ومن هي الجهة المعطلة؟ ومن المسؤول عن تقويض جهودها منذ بيانها في 26/9/2012 حتى اليوم ؟. قدمنا المطلوب وأوضح د.شتية :» إن الجانب الفلسطيني قدّم كل ما طلب منه ، ذهب إلى مفاوضات استكشافية في عمان ، وقدم مقترحات تفصيلية حول الأمن والحدود كما طلبت الرباعية والجانب الفلسطيني التزم بالإطار الزمني الذي انتهى في 26 /1/2012 .في المقابل الرباعية تدرك تماماً أن إسرائيل لم تقدم شيئا مطلقاً وأنها استمرت بالاستيطان ولم تبد أية جدية في المفاوضات حول الحدود والأمن . وتابع يقول: إن كانت الرباعية تتمتع بالحيادية والموضوعية من المفروض بها أن تنحي باللائمة على الطرف الذي عطل والذي أفشل وغير الجدي وهو الطرف الإسرائيلي . ونوه بالقول إلى أن قرار الرباعية الدولية أمس كان متوقعاً لأنه في المجمل العام الرباعية للأسف الشديد غير قادرة على حماية وتطبيق بيانها السياسي في أيلول الماضي . وقال اشتية: إن القيادة الفلسطينية بعد قرار الرباعية تبحث خيار التوجه للجمعية العامة للأمم المتحدة للاعتراف بفلسطين دولة غير عضو على حدود العام 67، متوقعا أن يتم ذلك الشهر المقبل أو الشهر الذي يليه. عضوية الأممالمتحدة وأضاف اشتيه أن طلب فلسطين نيل العضوية الكاملة في المنظمة الدولية ما زال في مجلس الأمن، مشيرا إلى إمكانية تفعيله في أي وقت في حال تأمين تسعة أصوات لتمرير الطلب. و اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح تهديدات عضوين كبيرين في الكونغرس الأميركي بالمس بالمساعدات الأميركية للسلطة الوطنية بأنها عملية ابتزاز مؤكدا أن القيادة لن تخضع للابتزاز أو المقايضة أو المتاجرة وأن أولوياتها هي المصلحة الوطنية والحرص على أصدقائنا في مختلف دول العالم. إنجاز المصالحة وعن توجهات القيادة الفلسطينية وتقييم المركزية قال: نحن ذاهبون باتجاهين، أولا:ً إنجاز المصالحة مع حركة حماس رغم كل العقبات التي تعترض هذه المصالحة ، على ضوء الانتخابات الداخلية في حركة حماس التي من المتوقع أن تنتهي الشهر المقبل ، ونأمل بعد ذلك أن تعطي حماس المصالحة الاهتمام لإغلاق هذا الملف . أما الاتجاه الثاني في ظل إغلاق إسرائيل كافة سبل تحقيق السلام أعتقد أننا ذاهبون وبقوة إلى الجمعية العمومية التي لا يتمتع بها أحد بالفيتو للحصول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 ، بحيث تصبح فلسطين عضوا في مختلف الوكالات الدولية والمؤسسات والمحاكم الدولية . وعن المصالحة قال د.شتية: يبدو أن حركة حماس تنتظر نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر ، لأن ذلك بالنسبة لحماس مفصل مهم ، ونأمل أن يتغلب صوت العقل في حركة حماس هو الذي ينتصر ، لأن الخاسر الوحيد في هذا الانقسام هو الشعب والقضية الفلسطينية. غزة ومصر وحذر شتية من بعض قصار النظر الذين يتساوقون مع المخطط الإسرائيلي الرامي إلى دفع قطاع غزة إلى أحضان مصر وقال د.شتية :» إن أي تشابك في العلاقة بين قطاع غزة مصر هو بالنهاية ضربة قاسمة وخسارة لمشروع الدولة الفلسطينية المستقلة . وأضاف: إن دفع قطاع غزة إلى مصر مرفوض مصرياً ومرفوض من كل فلسطيني عاقل. مؤكداً أن مصر عملت جاهدة للحفاظ على الجغرافية والمؤسسة الفلسطينية . ولفت إلى أن هناك من يتساوق مع البرنامج الإسرائيلي الرامي إلى تفتيت وتكريس الانقسام وسلخ قطاع غزة نهائياً عن بقية أنحاء الأراضي الفلسطينية بدفع غزة إلى المسوؤلية المصرية وجرف حل الدولتين بتمزيق الجغرافيا الفلسطينية . ورفض شتية التصريحات الإسرائيلية الأخيرة التي تتحدث عن الحل الإقليمي على حساب مصر والأردن وقال :» لم ولن نقبل مثل هذه الطروحات حيث تحاول إسرائيل بهذه الطروحات تصدير الموضوع الفلسطيني خارج الأراضي الفلسطينية بالنسبة لنا غير مقبول وأضاف: إن الحل الإقليمي كما يقول نتنياهو أو دوري جولد أو ليبرمان المعني به توطين اللاجئين وإقامة دولة فلسطينية على حساب دول عربية مجاورة وهذا مرفوض فلسطينياً منذ عقود مؤكداً أن القيادة الفلسطينية تنظر إلى أمن الأردن على أنه جزء لا يتجزأ من أمن فلسطين . وأكد أن هناك تنسيقا فلسطينيا أردنيا على أعلى مستوى وقال: إن الرئيس محمود عباس و الملك عبد الله الثاني ينسقون فيما بينهم في كافة القضايا .وأوضح أن الحل الإقليمي في مجمله أو مضمونه إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وهذه القضية بالنسبة لنا أحد الثوابت الوطنية الفلسطينية ولا يمكن أن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية دون حل عادل ومرض لقضية اللاجئين وفق الشرعية الدولية.مشيراً إلى أن حل قضية اللاجئين وفق ما يطرحها بعض منظري السياسة الإسرائيلية محاولات فاشلة سبق ورفضتها القيادة الفلسطينية .وشدد شتية على أن الحل في فلسطين وداخلها وعلى أرضها ولن يكون على حساب أية دولة عربية مجاورة . المملكة حاملة الهموم وعن العلاقات الفلسطينية السعودية قال: إن القضية الفلسطينية هم عربي وإسلامي ولا شك أن حاملة الهموم العربية والإسلامية هي المملكة العربية السعودية ، والتي تقف إلى جانبنا مشكورة سياسياً ومالياً رغم انشغالها بالهموم العربية والإسلامية ولكن تبقى القضية الفلسطينية على أعلى سلم اهتمامات خادم الحرمين الشريفين.وأضاف: إن المملكة العربية السعودية تقدم مشكورة مساعدات لقطاع غزة عبر صندوق الخليج لإعمار غزة ، كما تقدم مساعدات لأبناء الشعب الفلسطيني.